egyption1

السبت، فبراير ٢٤، ٢٠٠٧

كلنا في الهم يسار

الزميلات والزملاء الأعزاء
كل اليسار في الهم واحد
وتعددت الأسماء والأزمة واحدة .
" نريد حزبا اشتراكيا حقيقيا. وراءنا تاريخ عمره مائة عام من الانقسام. لا نريد مواصلة الماضي. ما نعمله الآن هو جمع اتجاهات يسارية مختلفة داخل حزب واحد ذو نفوذ جماهيري حقيقي. "
" الحزب الذي نريده هو حزب أممي، حزب مناهض للحروب، حزب للعدالة الاجتماعية، حزب يعيد طرح قضية "الملكية". سياسات الخصخصة وزعت المال على جيوب قليلة. نحن من انصار اشكال متعددة من الملكية. ملكية الدولة، ملكية البلديات، الملكية التعاونية، والملكية الخاصة. هذا افضل للشعب. نريد توزيع الثروة بشكل عادل، ولا نقبل ما هو جاري الآن حيث يزداد الاغنياء ثراء ويزداد الفقراء فقرا. على الاثرياء ان يدفعوا ضرائب.نريد ايضا تطوير الديمقراطية باثراءها بعنصر الاستفتاءات العامة، وضمان الحق في الاضراب السياسي
.
هذا ليس كلامي ولكنه كلام فولفجانج جيركه المتحدث باسم حزب اليسار الالماني ونائب البوندستاغ في حوار مع نبيل يعقوب .
وكذلك مقولة :
ان بلدنا مقبل على مخاضات سياسية و اجتماعية-اقتصادية عسيرة و حتى كثير من التطورات الفجائية ؛ تدفع باتجاهها مجمل عناصر الازمة العميقة المتنامية داخل النظام الطبقي السائد محليا و اتجاهات تطور ازمة الراسمالية الامبريالية المستعصية على نطاق عالمي؛ وهو ما تشي به الانفجارات الدورية المتقاربة للنضالات الجماهيرية و تنامي الكفاحات العمالية بشكل مطرد ؛ و تصاعد النضالات الثورية للشعوب و الامم المضطهدة في مواجهة الاحتلالات و الاطماع و الهيمنة الامبريالية-الصهيونية-الرجعية داخل عدد من البلدان...؛وهذا ما يلقي على عاتق الحركة الماركسية اللينينية مهات جسيمة بدءا من التحرك من اجل لملمة قواها ورفع يقظتها ووعيها؛ واخراج الاشكال المناسبة للتجميع و التنظيم بما يناسب ظروفها الخاصة! وصولا الى الاسهام الواعي في صياغة المتطلبات الثورية للمرحلة.
وايضا هذا ليس كلامي وليس عن مصر بل أنه كلام
ايدر الدفيلي عن التحريفية في المغرب .
رأيتم كلنا فى الهم واحد من درسدن إلي الرباط ومن الخرطوم إلي اسطنبول.
علشان كدة يا عمال العالم اتحدوا.ستظل مقولة صحيحة
مع خالص حبى وتقديري
إلهامي الميرغني

اين يقف اليسار الالماني من القضية الفلسطينية وكيف يرى اشتراكية المستقبل

نبيل يعقوب
فولفجانج جيركه المتحدث باسم حزب اليسار الالماني ونائب البوندستاغ في حوار مع نبيل يعقوب :- مشكلة السياسة الالمانية انها لصيقة جدا بالولايات المتحدة ولا تملك موقفا انتقاديا تجاه السياسة الاسرائيلية- لن يظل العالم على حاله الراهن والبحث عن بديل للرأسمالية مطروح بشدة وفي كل أرجاء العالم- اشتراكية القرن الحادي والعشرين لن تكون اشتراكية غربية بل ستنبع من ثقافات عالمية متعددة

فولفجانج جيركه Wolfgang Gehrcke من القادة البارزين لحزب اليسار الالماني (حزب الديمقراطية الاشتراكية)، وهو من نوابه في البوندستاغ (البرلمان الاتحادي الالماني)، وهو المتحدث باسم الحزب في السياسة الخارجية وشئون التعاون الدولي. التقيته يوم السبت الماضي في مدينة درسدن اثناء ندوة عقدتها حركة السلام الالمانية من اجل السلام في الشرق الاوسط. وعبرت مساهمات الندوة عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعت اسرائيل للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، كما ساندت المطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط. وكان فولفجانج جيركه قد بادر في العام الماضي بدعوة البوندستاغ لاصدار قرار بالدعوة لعقد هذا المؤتمر الدولي في برلين. فولفجانج جيركه الذي بدأ حياته السياسية في اوساط الحركة العمالية والسلامية في غرب المانيا يمثل صوتا مناصرا للقضايا العادلة للعرب و لشعوب العالم الثالث في واحدة من اهم الدول الاوروبية. باسم حزب اليسار الالماني طالبتم البوندستاغ والحكومة الالمانية بالعمل على انعقاد مؤتمر دولي لحل نزاع الشرق الاوسط، وقد تلتكم احزاب الخضر والاحرار باقتراحات مماثلة. ما هي مهمة المؤتمر المقترح وممن يتشكل ومن يديره؟ جيركه: الواضح للجميع ان اسرائيل من نفسها غير مستعدة لمفاوضات سلام.. ودور الولايات المتحدة معروف. من الضروري ان يمارس ضغط دولي .. لذلك نرى ان الحل يحتاج الي مؤتمر دولي .. مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط. والحل يعني بوضوح الاتفاق على قضيتين اساسيتين وهما قيام دولة فلسطسنية قابلة للحياة، وعلاقات اعتراف متبادل بين دولة اسرائيل ودولة فلسطين. ستنعقد اللجنة الرباعية بحضور الامين العام للامم المتحدة في برلين خلال ايام. ولكن بدون صياغة اقتراحات للحل النهائي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي لن يمكن التوصل لتخفيف التوتر ولاتفاق الطرفين على نبذ العنف. لذا اعلنا مطالبتنا بوضع مناقشة الوضع النهائي على جدول الاعمال. من الضروري ان تلعب الامم المتحدة دورا اكبر، وان يضم المؤتمر الدولي المقترح حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وحكومة اسرائيل، بمشاركة ممثلي الجامعة العربية ودول عربية. ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي لا يريد ان يطلق اشارة تخفف من التوتر وبدلا من ذلك يزيد الضغط على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وبدلا من ان يفرج عن اموال الفلسطينيين المصادرة وان يحدد موقفا من قضايا الحل النهائي يطالب الفلسطينيين بأن يدفعوا مقدما. نحن نؤكد من البداية ان النقاط المحورية ينبغي ان تتضمن الاعتراف المتبادل بين دولتي فلسطين واسرائيل، بما في ذلك الاعتراف بالحدود بين الدولتين طبقا للقانون الدولي، وهي حدود 1967، والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. ومن الضروري الاتفاق على ضمانات دولية لحدود وسيادة الدولتين، وعلى اجراءات لبناء الثقة، ولنزع الصبغة العسكرية ((demilitarization. هذا سيأتي لاسرائيل باعتراف الفلسطينيين والدول العربية. ونحن نريد ان يحدد البوندستاغ موقفا واضحا لا لبس فيه. هل لمثل هذا التصور فرصة ليحظى بتأييد البوندستاغ، خاصة في ظل الموقف الالماني الراهن من نزاع الشرق الالوسط ؟جيركه: الكل يعرف ضرورة التقدم الجاد نحو حل النزاع. حتى اسرائيل تعرف ان الامر سينتهي بالوصول الي دولتين اثنتين. ولكن الطريق شائك وصعب. في البرلمان الالماني ثلاثة احزاب معارضة تطالب جميعها بعقد مؤتمر دولي. والحكومة الالمانية ذاتها لا ترفض الاقتراح من البداية بل تقول ان الوقت ليس ناضجا بعد. ولنلاحظ ان دولا من الاتحاد الاوروبي هي اسبانيا وايطاليا وفرنسا تقدمت باقتراحات مشابهة. ايضا الدول الاسكندنافية والاتحاد الاوروبي ذاته يتخذون موقفا مماثلا. اسرائيل هي التي تسد الطريق. ممثلو الحكومة الالمانية يجيبون على مطالبتي باتخاذ موقف واضح قائلين ان هذه مهمة الاتحاد الاوروبي.كيف تقيٌمون السياسة الالمانية تجاه الصراع في الشرق الاوسط، وما هي توقعاتكم بعد تسلم المانيا رئاسة الاتحاد الاوروبي؟جيركه: الآن المانيا ترأس الاتحاد الاوروبي وعلى الحكومة تقديم اقتراحات. حتى الآن لم تقدم الحكومة سوى اقتراحا بعقد اجتماع للرباعية. مشكلة السياسة الالمانية انها لصيقة جدا بالولايات المتحدة، وهي لا تملك موقفا نقديا تجاه السياسة الاسرائيلية. على سبيل المثال عندما تتحدث وزيرة الخارجية الاسرائيلية عن دولة فلسطينية بلا حدود مرسومة، ينبغي على الحكومة الالمانية ان تعلن رفضها لمثل هذا التصور. هل في مقدور الاتحاد الاوروبي اتخاذ موقف مستقل عن الولايات المتحدة فيما يخص نزاع الشرق الاوسط؟ جيركه: رايس تتحدث عن شرق اوسط جديد .. انا زرت لبنان بعد الحرب .. هذا شرق اوسط دمرته الحرب. معظم دول الشرق الاوسط لا تريد الخضوع كليا لأمريكا. في اوروبا يتزايد الابتعاد عن سياسات الرئيس بوش. لقد تجاوزت الولايات المتحدة أوج سيطرتها على العالم. وعلى الاتحاد الاوروبي يصوغ سياسته هو، سياسة متوازنة في العالم. الفرصة موجودة. سياسات بوش لا يمكن ان يربح بها الاوروبيون ولا حزمة بقدونس! اليسار الالماني يعمل من اجل توحيد صفوفه. وقد بدأ حزب اليسار و"المبادرة الانتخابية للعمل والعدالة الاجتماعية" اللذان يشكلان كتلة برلمانية واحدة في البوندستاغ بعملية التوحيد .. كيف تسير عملية التوحيد وكيف ترون آفاقها؟ وأي حزب سينجم عن هذه العملية؟جيركه: نريد حزبا اشتراكيا حقيقيا. وراءنا تاريخ عمره مائة عام من الانقسام. لا نريد مواصلة الماضي. ما نعمله الآن هو جمع اتجاهات يسارية مختلفة داخل حزب واحد ذو نفوذ جماهيري حقيقي. صوت لنا 4 ملايين مواطن في الانتخابات الانتخابية الاخيرة. نحن موجودون في حكومة برلين وموجودون في برلمانات الحكم المحلي في العديد من المقاطعات. نحن نقبل ان يكون معنا اوسكار لا فونتين والذي كان رئيسا للحزب الديمقراطي الاجتماعي حتى سنة 1999 وهو الآن واحد من رئيسين لكتلتنا البرلمانية في البرلمان بالاشتراك مع جريجور جيزي من قيادة حزبنا. سيتعاون معنا لافونتين وشيوعيون وتروتسكيون وغيرهم من اتجاهات يسارية متعددة في اطار الحزب الجديد. علينا ان نفهم الآن اننا نبني معا حزبا جديدا ولسنا في مجال الصراع على قضايا الخلافات القديمة. الحزب الذي نريده هو حزب أممي، حزب مناهض للحروب، حزب للعدالة الاجتماعية، حزب يعيد طرح قضية "الملكية". سياسات الخصخصة وزعت المال على جيوب قليلة. نحن من انصار اشكال متعددة من الملكية. ملكية الدولة، ملكية البلديات، الملكية التعاونية، والملكية الخاصة. هذا افضل للشعب. نريد توزيع الثروة بشكل عادل، ولا نقبل ما هو جاري الآن حيث يزداد الاغنياء ثراء ويزداد الفقراء فقرا. على الاثرياء ان يدفعوا ضرائب.نريد ايضا تطوير الديمقراطية باثراءها بعنصر الاستفتاءات العامة، وضمان الحق في الاضراب السياسي. مع هذا التنوع الشديد في الحزب سنجد اعضاء يتحدثون عن ماركس وآخرون يتحدثون عن لاسال (أسس اول اتحاد عمالي في المانيا في القرن التاسع عشر ومهد لنشوء الديمقراطية الاجتماعية) او عن غيرهما. ولكن علينا ان نتعلم التسامح. ومن الهام جدا ان اذكر ان هذا الحزب هو لسكان المانيا في الشرق ولسكانها في الغرب في آن واحد. عندما ننظر لنتائج الانتخابات ونجد اننا حصلنا في كل المانيا على 8,7 بالمائة و الآن تسجل العديد من استطلاعات الرأي نحو 10 بالمائة لقائمتنا الانتخابية. هذا ينبئ بأن هناك امكانيات للتوسع.الحزبان نابعان من جذور تاريخية مختلفة وكانا يقفان منذ زمن قريب في جبهات متعارضة. هل تواجهون صعوبة في التفاهم وكيف تتعاملوا معها؟جيركه: المشكلة الرئيسية تكمن في اختلاف الثقافة السياسية. لهذه الظاهرة جذورها التاريخية. جزء من اليسار يحمل فكر اشتراكية الدولة في الشرق. الآخر يأتي بثقافة اليسار غير العقائدي في الغرب، وجزء بثقافة الحركة النقابية. من هنا تنشأ سلوكيات غاية في التباين. البعض يريد حزبا تقوده مركزية حازمة، والآخرون يريدون حزبا يسمح بأن تتفتح فيه مائة زهرة. القدرة على النقاش والتفاهم مطلوبة. نحن نقيم جسورا بين الشرق والغرب وان كنا في بعض الاحيان نشعر بالحاجة الي مترجمين لنفهم بعضنا.قضية مشاركة حزبكم في الحكم مثلما حدث في حكومتي برلين ومقاطعة "ميكلنبورج فور بومرن" تثير خلافا واسعا في اوساط اليسار عامة، وقد أدت مشاركتكم في حكومة برلين في انتخابات مقاطعة برلين الاخيرة الي خسارة نصف الاصوات ..جيركه: في ايطاليا يتحدث اليسار عن "قانون البندول" ويقصدون ان مشاركة اليسار في الحكم تأتي لليسار بخسائر وتوسع المجال امام اليمين. هذا حدث معنا ايضا. ولكن لا يجوز الرفض العام للمشاركة في الحكم. بل ينبغي ان تصاغ شروط المشاركة بشكل صحيح. لا يجوز على سبيل المثال ان يقبل اليسار المشارك في الحكم ان تشن الحكومة حروبا، او أن تسلب الحكومة حقوق الشعب.قبول المشاركة في الحكم يجب ان يقترن بالاستعداد لتركها. وهذا صعب بالفعل ولكن قد يصبح ضروريا. طبعا الاستيزار والسلطة يعرقلان هذا. من الضروري ان تبسط القواعد رقابة على سياسات الحزب وشرط القبول بالمشاركة يجب ان يوضع في مكانة عالية.انهيار اشتراكيات الدولة أضر كثيرا بفكرة الاشتراكية .. هل لا زالت للاشتراكية فرصة في هذا العالم؟جيركه: في بداية التسعينيات أعلن الكثيرون نهاية التاريخ، وبدا ان الاشتراكية قد وضعت بالفعل في متحف التاريخ. العديد من اصحاب هذه الفكرة يعترفون الآن بأن الاشتراكية لا زالت قابلة للحياة. امريكا اللاتينية تعطي أفكارا ونبضات. حال العالم الراهن يطرح بنفسه وبشدة السؤال عن مصير البشرية. ازمة المناخ او كارثة المناخ .. الحروب الدائرة .. تردي الاحوال لاجتماعية .. لا يمكن ان يسير الحال أو يظل على ما هو عليه. ولذا فان السؤال عن البديل مطروح بشدة وفي كل ارجاء العالم. لقد ازداد بشكل هائل عدد الناس الذين ينظرون بشكل انتقادي للرأسمالية. هذا الموقف الانتقادي يسود اوساط اجتماعية واسعة ومتنوعة، ايضا في اوساط الكنائس وبخاصة الكنيسة الكاثوليكية. ولكن عندما يتجه الناس ضد شيئ ما .. فماذا يريدون.. مع ماذا هم؟ هنا تأتي مسألة التعلم من التاريخ. الديمقراطية والاشتراكية يجب ان يتحدا! الاشتراكية تفهم نفسها كمجتمع يزيل كافة اشكال الاضطهاد الاقتصادي والسياسي والثقافي. الاشتراكية لن تكون على طابع ثقافة واحدة "غربية"، بل ستنسج نفسها من ثقافات عديدة. فلننظر لامريكا اللاتينية .. لشافيز ولايفو موراليس ويسار القارة اللاتينية ولنتأمل كيف يصوغون علاقات جديدة بين الشعوب ويحققون دمج الشعوب الاصلية (المسمون الهنود الحمر). الاشتراكية تعني المجتمع المفتوح حقا. لا يمكن لشخص واحد ان يضع مخططا لما ستكون عليه الاشتراكية. انا ادرس تجارب وافكار الشعوب الأخرى في مناطق مختلفة من العالم. على الاشتراكيين في العالم ان يتحدثوا معا ويتبادلوا الخبرات. اشتراكية القرن العشرين كانت متأثرة باوروبا وثقافتها اما اشتراكية القرن الحادي والعشرين ستكون تعبيرا عن ثقافات متعددة في العالم. لن تكون نتاجا اوروبيا بحتا.

الحركة الماركسية اللينينية المغربية و راهنية الصراع ضد التحريفية
إيدر الدفيلي

شكلت التحريفية على الدوام احدى اعمدة البرجوازية ؛ و ذيلها المتحرك داخل الطبقة العاملة و الحركة الثورية. و هي لذلك لاتستهدف فقط نزع السلاح الايديولوجي و السياسي عن الطبقة العاملة و الجماهير الثورية في صراعها مع اعدائها من البرجوازيين و الاقطاعيين و تدجينها؛ بل- وهذا هو الاخطر- محاولة دفع العمال و الجماهير الشعبية شيئا فشيئا الى الاستعاضة عن النضال الطبقي بالنضال البرجوازي ذو الهوية الاجتماعية المائعة ( النضال الحقوقي البرجوازي المخملي مثلا) و من ثم الغاء كل تسييس ثوري لنضالاتها الاقتصادية و الثقافية ؛ انها لاتعمل على اخفاء الماركسية اللينينية بوصلتهم الثورية عنهم! وفقط بل انها( التحريفية)لا تدخر جهدا ايضا لاجل تشويه متواصل لوعي العمال و جماهير الشعب الكادح ؛ كما لا تتوانى في اشهار مختلف التبريرات الموضوعية لتمرير تراجعاتها المقززة و المنافقة و التي تفوق في ابعادها و مستوياتها ما يمكن ان تشفعه لها ضرورات المرحلة و التقدير السياسيين !القد اكدت التجربة هذه الحقيقة السافرة : ان الصراع ضد التحريفية الانتهازية ملازم على الدوام للصراع الطبقي ؛ بل انه يتضاعف على الدوام كلما اتخذ هدا الصراع (الطبقي) صفة التجذر و الاحتداد! لذلك وجب مناهضتها و هتك اقنعنها الباهثة و تدمير الاوهام و السفسطات التي تحاول ادخالها و حقنها بجسد الطبقة العاملة صاحبة الدور التاريخي و حلفائها الموضوعيين من الفلاحين الفقراء و الكادحين.او في بلدنا المغرب لم ينجح القمع الدي سلط ضد الحركة الماركسية اللينينية السبعينية في اقبارها ووقف استمراريتها الايديولجية الثورية ؛ غير انه وفق في انبثاق مراجعات تصفوية في صفوف منظمتين اساسيتين هما: منظمة الى الامام و منظمة 23 مارس؛ انتهت اخيرا الى استحواذ الخطوط التحريفية على ارث المنظمتين و الانقلاب به الى ماسمي العمل الشرعي و العلني تحت دعاوى انتهازية شتى ؛ وهو ما افضى الى تاسيس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي ( 23 مارس الخارج) مع نهاية الثمانينات ثم حركة النهج الديمقراطي ( الخط اليميني ل الى الامام) مع منتصف التسعينات؛ و رغم استقالة هذه القوى ظلت الحركة الماركسية اللينينية المغربية تواصل نموها الطبيعي و تتبلور اساسا داخل الجامعات ثم في شكل حلقات و مجموعات متناثرة خارجها .اوان كانت منظمة العمل الديمقراطي الشعبي قد انتقلت بشكل اسرع الى الخندق البرجوازي دونما خجل من تحريفيتها المفضوحة ؛ فان حركة/ حزب النهج الديمقراطي اخدت مزيدا من الوقت للتحرك بنفس الاتجاه مستفيدة من قدرات تحريفييها المحترفين على الكمون و التخفي رغم تطليق ادبياتهم للمرجعية الماركسية اللينينية الخالصة منذ البداية و الاحتفاظ ببعض اليافطات الثورية؛ ما مكنها من النهوض باشد الادوار تخريبا في اوساط الحركة الجماهيرية و العمالية بسبب التعاطف الذي ظلت- مع ذلك- تحوزه الى وقت قريب في اوساطها النشيطة ؛ مستفيدة من حالة التراخي النسبي التي عرفها الصراع الطبقي منذ منتصف العقد الاخير من القرن العشرين!!!ا ليس من الصعب توقع ما سيؤول اليه حزب النهج الديمقراطي من افلاس؛ بعد ان استكمل اخيرا بلورة هويته التحريفية المكشوفة( النضال الديمقراطي الجذري؛ مواجهة المافيا المخزنية! ؛استقطاب الشباب الثوري الى العمل الحقوقي البرجوازي.؛ تذبذب الموقف المبدئي من قضية الشعب الصحراوي؛ و التحول الى وسيط تفاوض لصالح الطبقات الحاكمة و دولتها؛ استحسان الانتظام داخل تحالف اليسار البرجوازي!...)؛ و نمى بوادر التعفن الانتهازي داخل قطاعاته الموازية حيث تنشط كل الممارسات و السلوكات الاسترزاقية المقيتة و احط اشكالها اطلاقا!!غير ان هذا لا يعفي الماركسيين اللينينين الاوفياء لخط الثورة الوطنية الشعبية الديمقراطية من مواصلة تصعيد الصراع ضده كما ضد باقي الحركات و التيارات الانتهازية و التحريفية الاصلاحية الاخرى.اان هبوب عواصف الكفاح الثوري ضد الهجوم الراسمالي الامبريالي وتصاعد موجات النضال العمالي و الجماهيري خصوصا منذ سنة 2005 وسيرها نحو تجاوز ثوري للقيود التي اراد الاصلاحيون التحريفيون و الانتهازيون من كل الاشكال تكبيلها بها؛ سيؤدي لا محالة الى مزيد من انكشاف حقيقة من ظلوا يحسبون خطئا كونهم من قوى اقصى اليسار المغربي!! بسبب سيرهم بجبن على هامش الحركات الجماهيرية و الانتفاضات التي تفجرت في كل مكان؛ و انفضاح مدى عجزهم عن الاقتراب من نار الصراع الطبقي الاخذة في الاضطرام الا بالمقدار الذي يخدم تطلعاتهم الجزئية الضيقة و الخاصة؛ و مصالح اسيادهم من البرجوازيين الكمبرادور و الملاكين العقاريين الكبار!!اليس من الغريب ان تكشف التناقضات الطبقية الاخذة في الاحتداد ببلادنا ؛ عن حقيقة هؤلاء التحريفيين و مزيد من توضيح الجوهر و المضمون البرجوازيين لتنظيماتهم و برامجهم ! و خلفية الادوار التي باتوا يضظلعون بها خلال هذه المرحلة من الصراع الطبقي؛ اذ انهم لا يعملون الا على الابقاء على النظام الاجتماعي- السياسي القائم دونما مواربة ؛ و هذا ليس عبثا فمن غيرهم يقدر على لعب نفس الدور بقناع ماركسي لينيني لحماية مصالح التحالف الطبقي السائد و التصدي للتغلغل الشيوعي في اوساط العمال وفقراء الفلاحين و الكادحين؟!ااما نحن الماركسيون اللينينيون ابناء الشعب الكادح ؛ فسنظل نعمل لاجلاء مواقع اعداء الثورة المكشوفين منهم و المتخفين و النضال ضدهم بحزم وبلا هوادة؛ وتسطير الخط الطبقي الثوري بكل تباث من داخل كل محاور الصراع ضد خصومنا على كافة الجبهات ؛ لندوس تعاويذ التحريفيين و ايديولوجياتهم البرجوازية خدمة للبروليتاريا المغربية و مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ببلدنا.القد كان من المحتم؛ و اصبح الان حقيقة واقعية ان يصل تحريفيو النهج الديمقراطي الى ما وصلوا اليه من بؤس سياسي و انحدار في مستنقع الانتهازية!حيث تبث بالملموس عجزهم عن امتلاك خط سياسي طبقي ثوري؛ و حتى امتلاك تصور فعال عن ما يسمونه نضالا ديمقراطيا جذريا! فبالاحرى التقدم ولو خطوة للاسهام في مهمة بلورة حزب الطليعة البروليتارية الثورية كما يدعون انتذاب انفسهم لها بكل رياء!!امنذ وقت طويل و التحريفيون داخل المغرب و خارجه ؛ يعملون على بث الياس و التنفير من سلوك الطريق الثوري السديد ؛ غير انهم بهذا لا يرمون بانفسهم الا الى منحدر الانحلال التاريخي و الركون في حظيرة الطبقات الحاكمة و الراسمال الامبريالي؛ وقد افصح تاريخهم عن حق انهم يستحقون هدا المصير بامتياز!!اان الماركسيين اللينينيين المغاربة اصبحوا مدعويين اكثر من اي وقت مضى ؛ الى تعزيز الطابع الثوري لكفاحات الطبقة العاملة و حلفائها من الكادحين و الفلاحين الفقراء ؛ والنهوض بكسر الطوق الانتهازي البيروقراطي الملفوف باتقان حول سواعد العمال ؛ لاجل تقوية سائر النضالات الشعبية في ساحات الصراع الطبقي وتنمية مضمونها السياسي و الاقتصادي في المعارك ضد ا على تحريفية الاحزاب البرجوازية!اان هذا لهو بلا مراء ؛على راس المهمات المرحلية المطروحة على الجدول الثوري داخل المغرب خلال هذه المرحلة.اان مواصلة تعميق الخط الطبقي الثوري و تجذير بلورة ممارسته الصحيحة في اوساط الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الجماهير الكادحة؛و الكشف عن زيف الشعارات التحريفية السائدة و تعرية ممارساتها الانتهازية و الاستيعابية الحقيرة؛ يشكل بحد ذاته خطوات ضرورية لا بد منها لتطوير الصراع الايديولوجي- السياسي ضد التحالف الطبقي المسيطر بالمغرب و اسياده الامبرياليين ؛لاستعادة الاستقلالية السياسية و الايديولوجية للبروليتاريا و تقديمها و تعزيزها ؛و تحرير ممارستها الثورية و دورها التاريخي داخل الحركة الثورية المغربية!ا لا شك ان بلدنا مقبل على مخاضات سياسية و اجتماعية-اقتصادية عسيرة و حتى كثير من التطورات الفجائية ؛ تدفع باتجاهها مجمل عناصر الازمة العميقة المتنامية داخل النظام الطبقي السائد محليا و اتجاهات تطور ازمة الراسمالية الامبريالية المستعصية على نطاق عالمي؛ وهو ما تشي به الانفجارات الدورية المتقاربة للنضالات الجماهيرية و تنامي الكفاحات العمالية داخل المغرب بشكل مطرد ؛ و تصاعد النضالات الثورية للشعوب و الامم المضطهدة في مواجهة الاحتلالات و الاطماع و الهيمنة الامبريالية-الصهيونية-الرجعية داخل عدد من البلدان...؛وهذا ما يلقي على عاتق الحركة الماركسية اللينينية المغربية مهات جسيمة بدءا من التحرك من اجل لملمة قواها ورفع يقظتها ووعيها؛ واخراج الاشكال المناسبة للتجميع و التنظيم بما يناسب ظروفها الخاصة! وصولا الى الاسهام الواعي في صياغة المتطلبات الثورية للمرحلة؛ ثم تاجيج و استنهاض الكفاح العمالي و الشعبي بدءا بالقاعدة؛ بوجه النظام الطبقي المسيطر و منعشه : الراسمال الاحتكاري - الامبريالي؛ و شق الطريق بعمق امام الصعود الثوري للبروليتاريا المغربية وحزبها الطليعي وحلفائها داخل الجبهة الثورية من فلاحين فقراء و كادحين و معدمين؛ لتجسيد مشروعها التحرري الذي يبدا بتجسيد سلطة الشعب الثوري!افلنشحذ سلاحنا اذن ضد كل التيارات و التنظيمات التحريفية ؛ اقتدءا بمرشدينا العظام :ماركس الذي قاد هذا النضال ضدها منذ بداية الحركة البروليتارية ؛ ولينين الذي عمقه و عمل على نشره امميا؛ ثم ستالين الذي دافع عن ديكتاتورية البروليتاريا ضد مختلف خصومها الداخليين ؛و ماو الذي قاد بضراوة النضال ضد التحريفية الخرتشوفية و دافع بحزم عن الخط الايديولوجي الشيوعي الثوري!!!

الأربعاء، فبراير ٢١، ٢٠٠٧

مقال هام عن الآثار المترتبة علي تحرير الزراعة المصرية


الآثار المترتبة على تحرير الزراعة فى مصر

فتحي السيد فرج

مـقـدمـة
تعتمد الزراعة فى أغلب بلدان العالم على الرى من مياه الأمطار ، ولكن الزراعة فى مصر تعتمد بشكل رئيسى على الرى النهرى ، مما جعل
النظام الزراعى المصرى يتسم بخصائص تميزه عن أغلب زراعات العالم ، فالمساحات والمحاصيل التى يمكن زراعتها تتوقف على ما يتوفر من الموارد المائية سنويا فى نهاية موسم الفيضان .
وظلت الزراعة فى مصر لآماد طويلة تقوم على أسس مرعية من قبل الدولة ، حيث يتم التنسيق بين وزارة الرى ووزارة الزراعة وجميع الهيئات والمؤسسات الرسمية ذات العلاقة ، بعد حصر كمية المياه الواردة من نهر النيل ، وعلى هذا الأساس يتم وضع الخطة الزراعية والتركيب المحصولى بما يتناسب مع هذه الكميات المتاحة سنويا ، وهذا الأمر جعل النظام الزراعى المصرى يختلف عن الزراعة فى أغلب بلدان العالم ، من حيث نظام نقل وتوزيع المياه ، وطبيعة ووقت أجراء العمليات الزراعية ، وأهمية حصر وتوفير المستلزمات الزراعية ، وضرورة الدعم والتمويل الذى يجب أن يقدم للمنتجين الزراعيين خاصة صغار المزارعين ، وأساليب تسويق وتسعير المحاصيل الزراعية ، والدور الذى يجب أن تقوم به الدولة من أجل استمرار تطوير الإنتاج الزراعى عن طريق البحوث وإرشاد المزارعين بأفضل طرق الزراعة وتحسين أصناف وسلالات المحاصيل .
والواقع أن الزراعة المصرية لم تكن فى يوم من الأيام مجرد مهنة ، بل كانت على الدوام نمط حياة لها جوانبها النفسية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية ، وقد ظلت الزراعة المصرية وما يكتنفها من تطورات الإطار الذى حفظ للأمة المصرية كيان دولتها وتقاليد حياتها ، وإذا كانت الزراعة فى أماكن كثيرة من العالم ذات عائد منخفض مقارنة بغيرها من الأنشطة الاقتصادية الأخرى ، إلا أنها نشاط ضرورى لا يمكن الاستغناء عنه فهى التى تنتج السلع الأساسية لكل الأنشطة الأخرى ، لذلك فأن كل الدول تعمل على دعم المنتج الزراعى فى مراحل الإنتاج وعند التصدير تحفيزا لاستمرار الإنتاج الزراعى ، والزراعة فى مصر للأسباب العديدة السابقة خاصة طبيعة العمليات والمعاملات المختلفة عن غيرها من بلدان العالم ، لذلك فأنها تعتبر أكثر تكلفة من الزراعة التى تعتمد على الرى من الأمطار ومن ثم تحتاج لدعم أكبر .
ولكن فى العقود الأخيرة صدرت بعض التشريعات وغيرت وزارة الزراعة النظم والسياسات ، وتخلت الدولة عن القيام بدورها المعهود تحت دعوى تحرير الزراعة وتطبيق قواعد السوق الحرة على مجمل الأنشطة الزراعية مما كان لها أثار مدمرة على نسق الزراعة المصرية ، وهذا الأمر يمثل أكبر إهدار وفقد للموارد الطبيعية والبشرية خاصة بالنسبة لصغار المزارعين .
خصائص النظام الزراعى فى مصر
فى سبيل المقارنة بين نظم الزراعة فى اغلب بلدان العالم والتى تقوم الزراعة فيها على مياه الأمطار ، والنظام الزراعى المصرى الذى يعتمد بشكل أساسى على الرى من نهر النيل ، يمكن توضيح ذلك بالنقاط الآتية
المنتج الزراعى فى كثير من بلدان العالم يستطيع حيازة مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية التى تعتمد على الرى من مياه المطر ، والقيام بزراعتها بأي محصول دون الاعتماد على الدولة ، أما المنتج المصرى فهو مرتبط بقواعد ونظم تقرها الدولة مثل نظم الرى ( المناوبات ) والدورة الزراعية والتركيب المحصولى .
• فى عديد من دول العالم يتم تبوير جزء من مساحات الأراضى سنويا ، لوفرة مساحات الأراضى وعدم تكرار زراعة محاصيل من نوع واحد سنويا، أما فى مصر ففى ظل ندرة الأراضى الزراعية والموارد المائية فأن المزارعين يقومون بزراعة أكثر من محصول فى السنة ، وقد يصل الأمر إلى تحميل محصول على محصول أخر .
• الحيازات الزراعية الواسعة تسمح بالاستفادة من وفورات الإنتاج الكبير ، ولكن فى مصر تصل الحيازات القزمية أقل من 5 فدان الى حوالى 50 % من جملة الحيازات ويزرع الحوض بمحاصيل مختلفة فى نفس الموسم مما يصعب معه الاستفادة من وفورات الإنتاج الكبير .
• العمليات الزراعية فى الزراعات المطرية قليلة وتتم غالبا بالآلات وأحيانا الطائرات ، أما العمليات الزراعية فى مصر فكثيرة ومتعددة وتتم غالبا بالأيدي العاملة .
• تقوم الدول بدعم المنتج الزراعى فى مراحل الإنتاج والتسويق والتصدير ، وفى مصر توقفت الدولة عن دعم المنتج الزراعى فى ظل تطبيق سياسات تحرر الزراعة .
• المنتج الزراعى فى اغلب بلدان العالم يمكنه التحول من النشاط الزراعى إلى أى نشاط اقتصادى آخر بسهولة ، أما المنتج فى مصر فيصعب عليه تغيير النشاط الزراعى ، كما تسيطر زراعة المحاصيل التقليدية منذ فترات طويلة ويصعب التحول إلى محاصيل أكثر ربحية .
• الإنتاج الزراعى فى بلدان العالم يتم بكميات كبيرة وبغرض تداول السلع الزراعية فى الأسواق بما يتوافق مع نظام الاقتصاد الحر ، أما الإنتاج فى مصر فاغلبه يتم لضمان غذاء الفلاح وحيواناته خاصة عند صغار المزارعين .
نخلص من ذلك أن تكلفة الإنتاج الزراعى فى مصر عالية جدا مقارنة بتكلفة الزراعة فى البلدان الأجنبية
( مما يجعله غير قادر على المنافسة فى الأسواق المحلية أو الأجنبية )، ويركز على النويجى على أن ذلك يعود بالأساس إلى كثرة وتعدد العمليات والمعاملات الزراعية ، فالزراعة المروية تتطلب عمليات ومعاملات تختلف عن طبيعة الزراعة المطرية مثل .
• تجهيز الأرض ( حرث ، تسوية أو تلويط ، تقسيم أحواض أو تخطيط ، تقطيم ، إقامة حواويل )
• عمليات الزراعة ( البذر، الترقيع ، الدقدقة ، الشتل ، العزيق ، الرى وله أنواع ومواعيد مرعية خاصة بكل محصول ومرتبط بنظام المناوبات ، التسميد ، مقاومة الآفات والأمراض ، الجنى أو الحصاد ، إخلاء الأرض من بقايا المحصول )
كل عملية من هذه العمليات تحتاج وقت وأشرف وعمالة ومستلزمات وتكاليف ، إضافة إلى التكلفة التى تقوم بها الدولة فى مجالات نقل وتوزيع المياه والبحوث والأرشاد الزراعى ، وهى ضرورية لاستمرار تحسين الزراعة فى مصر ، قسم من هذه التكلفة يتحمله الفلاح مثل أقساط الصرف المغطى والضرائب العامة والمحلية ، وقسم تتحمله الدولة من الموازنة العامة ، وكل ذلك يساهم فى تزايد تكلفة الإنتاج الزراعى وجعله عاجز عن منافسة مثيله الأجنبى .
• النموذج الأمثل لطبيعة الزراعة فى مصر يتوافق مع وجود دولة قوية .
• ضرورة وجود مؤسسات للتعاون والائتمان الزراعى ، لتوفير سلف ومستلزمات بأسعار تعاونية ، وتقديم خدمات ودعم خاصة لصغار المزارعين .
• ضرورة وضع خطة زراعية سنوية وتركيب محصولى على ضوء المتاح من الموارد المائية .
• ضرورة وجود مؤسسات وهيئات تساعد الفلاح فى تسعير وتسويق محاصيله .
وقد كان النظام الزراعى المصرى حتى منتصف ثمانينات القرن الماضى يقوم على هذه الأسس ، ولكن ما حدث بعد ذلك من تشريعات وسياسات أدت إلى تفتيت وتدمير هذا النسق من أجل تطبيق سياسات الاقتصاد الحر الذى أدى إلى الآثار الآتية :
• إلغاء نظام تحديد المساحة المزروعة بجميع المحاصيل وتحرير التركيب المحصولى .
• إلغاء الدعم على مستلزمات الإنتاج الزراعى ، وتخفيض حجم الدعم على السلع الغذائية بحيث أصبحت أسعارها مرتفعة تفوق قدرة محدودى الدخل .
• إلغاء القيود على القطاع الخاص بهدف تشجيعه للقيام بدور فعال فى مجال إنتاج واستيراد وتوزيع مستلزمات الإنتاج .
• إلغاء نظام التسويق التعاونى لجميع المحاصيل وتحرير أسعارها وخضوعها لقانون العرض والطلب .
• تعديل أسعار الفائدة على القروض الزراعية لتعكس أسعار الفائدة التجارية .
• إلغاء دور الدولة فى تحديد أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعى من أسمدة وتقاوى ومبيدات .
• خصخصت العديد من الشركات والمضارب والهيئات والاستغناء عن عدد كبير من موظفيها .
• وجود تناقض بين توجهات وزارتى الزراعة والرى .
• ترك المزارعين لقوى السوق لا يعنى حصولهم على نصيب عادل من سعر المستهلك ، بل الملاحظ أن نصيب المنتج يتدهور نتيجة تعدد الوسطاء وخاصة فى محاصيل الخضر والفاكهة ومنتجات الثروة الحيوانية .
• أن نظام السوق فى ظل عدم وجود معلومات وشفافية يؤدى إلى تقلبات حادة فى المساحات المزروعة ، ومن ثم فى الإنتاج ، ومثل هذا التقلب من سنة إلى أخرى يضر بالمنتجين ويؤثر على قدرتهم فى اتخاذ القرارات السليمة .
• فى ظل اتساع قاعدة الفقراء الحائزين لمساحات قزمية ، مع غياب نظام فعال للائتمان الزراعى فإن ظاهرة بيع المحصول بثمن بخس قبل النضج أخذت تتزايد الأمر الذى يؤدى إلى تدهور دخول الحائزين الفقراء المطرين للحصول على أية أسعار لمواجهة أعباء معيشتهم .
• زيادة أسعار السلع الزراعية المصرية ، عن أسعار مثيلها من السلع الأجنبية دفع المستوردين لاستيراد مزيد من السلع الأجنبية للاستفادة من فروق الأسعار ، وهذا يشكل ضررا بليغا بالإنتاج المحلى ، وقد حدث ذلك مرارا فى سلعة السكر .
• أن التعويل على السعر العالمى كموجه لتخصيص الموارد المحلية نحو إنتاج المحاصيل التى تتمتع فيها مصر بميزة نسبية أمر مشكوك فيه ، خاصة وأن هناك درجة عالية من الحماية والدعم فى الدول المتقدمة للسلع الزراعية ، وكذلك التقلب الحاد فى الأسعار العالمية .
• الاتجاه إلى زراعة محاصيل غير أساسية وتصديرها بدعوى أن لنا فيها ميزة نسبية ، واستيراد السلع الضرورية بثمنها مشكوك فيه أيضا بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج الزراعى المصرى وعدم قدرته على منافسة مثيله الأجنبى ، ومحدودية مواردنا الزراعية من الأرض والمياه .
• عدم التركيز على زراعة المحاصيل الأساسية ، خاصة القمح أدى إلى تزايد الاعتماد على استيراد كمية تزيد عن نصف احتياجاتنا سنويا ، مما ساهم فى اتساع فجوة الميزان التجارى الزراعى بيننا وبين دول عديدة ، واتساع الفجوة الغذائية لعموم المصريين .
كل هذا ساهم فى تردى دور الاقتصاد الزراعى وترجع دوره فى الاقتصاد القومى ، فقد تراجع الحجم الاجمالى للإنتاج الزراعى من 21 % عام 1986إلى 17 % عام 1997 ، وكذلك نصيب الزراعة من العمالة من 36 % إلى 29 % ، مما أدى إلى طرد عدد كبير من سكان الريف ليفاقم من جيش البطالة فى المدن ، أما نصيب الزراعة من الاستثمارات الثابتة فقد كان 12 % قل إلى 7 % خلال نفس الفترة ، وهكذا فإن معدلات التنمية الزراعية تأثرت جميعها بالسلب بعد تطبيق سياسات تحرير الزراعة .
• لأجل كل ذلك يجب أن يكون الهدف الأساسى للزراعة المصرية ، لا نقول " الاكتفاء الذاتى " فقد يكون هدفا مبالغا فيه ، ولكن نقول " الاعتماد الذاتى " لتحقيق احتياجاتنا الأساسية من الغذاء والكساء ، وذلك من خلال الاستخدام الأمثل لمواردنا الزراعية المحدودة فى مصر .

الثلاثاء، فبراير ٢٠، ٢٠٠٧

بعد البناء علي الأراضي الزراعية واستنزاف احتياطيات البترول والغاز الحكومة تبيع الأصول

الزميلات والزملاء الاعزاء
لا شك ان الحكومة تعاني من ازمة سيولة حادة بدليل التزايد المستمر فى الدين العام المحلي.
ولكن كيف تدبر الحكومة الموارد اللازمة لتغطية الانفاق الحكومي. انها تري ان بيع الاصول التي هي ملك للمصريين الحاليين والاجيال القادمة هو الحل .
هل يملك اليسار بكافة فصائله تنظيم حملة للتصدي لحملة بيع مصر ، والا اليسار مشغول باشياء اكثر أهمية .
إلهامي الميرغني
ولي وطن آليت الا ابيعه
ولا اري غيري له الدهر مالكاً
اقتراح ببيع أصول جامعة الإسكندرية بـ12 مليار جنيه نقل الكليات إلي مزرعة بأبيس علي مساحة 550 فداناً
الاسكندرية ـ زكريا فكري: تسلم الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء مقترحات مجلس جامعة الاسكندرية ببيع أرض ومباني الجامعة وكلياتها العملية والنظرية مقابل 12 مليار جنيه والشروع في انشاء جامعة جديدة علي أرض كلية الزراعة بأبيس والتي تقدر مساحتها بنحو 550 فداناً.. وكان مجلس جامعة الاسكندرية برئاسة الدكتور حسن ندير خير الله رئيس الجامعة قد عقد جلسة يوم 13 يناير الماضي.
وتم طرح هذه المقترحات علي نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات. وقام رئيس الجامعة بطرح اقتراح بمشروع يتضمن تفريغ وسط البلد من المجمع النظري الذي يضم كليات الآداب والحقوق والتجارة والتربية والسياحة وكذلك المجمعات العلمية والتي تضم كليات الطب والأسنان والصيدلة وباقي الكليات المتناثرة كالعلوم والهندسة والتربية الرياضية بنين في أبي قير والتربية الرياضية بنات في فليمنج.. وأوضح رئيس الجامعة ان عدد الطلاب والعاملين بالجامعة يصل الي 200 ألف مما يصيب قلب الاسكندرية بالزحام والتكدس. كما ان نقل هذه الاعداد الكبيرة الي منطقة أبيس سوف يفرغ هذه المنطقة من التكدس والزحام وفي نفس الوقت يمنح الجامعة القدرة علي التطوير والتحديث بانشاء جامعة جديدة وفقاً للمواصفات والطرز الحديثة.. كما تشمل عملية البيع مبني ادارة الجامعة علي الكورنيش بالشاطبي وكذلك نقل المستشفيات التابعة للجامعة لتلحق بالمشروع وتباع كافة هذه الممتلكات وفقاً لآليات السوق.. وكشفت الدراسة السوقية لارض الجامعة ان قيمتها تصل الي 12 مليار جنيه. ووافق مجلس الجامعة علي المقترح وتم ارساله الي الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي الذي بدوره قام بتسليمه الي رئيس مجلس الوزراء تمهيداً لدراسته والموافقة عليه ولم يعترض علي اقتراح رئيس الجامعة أحد من عمداء الكليات والمعاهد التابعة لجامعة الاسكندرية وعددهم 27 عميداً، كما لم يعترض أحد من نواب رئيس جامعة الاسكندرية وعددهم 4 نواب. وأشاد العمداء بمقترح رئيس الجامعة ووصفوه بأنه نقلة حضارية لجامعة الاسكندرية ويتواكب مع التطوير والتحديث. واجه اقتراح ببيع جامعة الاسكندرية عقبة الملكية حيث تبين ان أراضي كليات الجامعة ليست مملوكة للجامعة وانما هي مخصصة للمنفعة العامة.

العنصرية تنتشر مجددا في الولايات المتحدة بصورة منظمة


العنصرية تنتشر مجددا في الولايات المتحدة بصورة منظمة

جوسلين زبليط

ميدل ايست اونلاين

منظمة كو كلاكس كلان تستغل الجدل حول الهجرة غير الشرعية لتعود للظهور بشكل 'مخيف' بين أوساط الشعب الأميركي.

تغتنم منظمة كو كلاكس كلان العنصرية التي وصل عدد اتباعها الى خمسة ملايين في العشرينات وسجلت صفحة دموية في تاريخ العنصرية في الولايات المتحدة، الجدل القائم في هذا البلد حول موضوع الهجرة لتجنيد عناصر جدد والدخول الى ولايات لم يكن لها حضور فيها حتى الان.
واظهر تقرير اصدرته "رابطة مكافحة التشهير" للدفاع عن الحقوق المدنية في وقت سابق من شباط/فبراير ان المنظمة "عادت الى البروز بصورة مدهشة ومخيفة" خلال العام الماضي في ظل عوامل عدة ابرزها النقاش المحتدم حول المهاجرين غير الشرعيين الوافدين الى البلاد.

وقد قارب عددهم 11 مليونا معظمهم قادمون من اميركا اللاتينية.

واوضحت ديبورا لاوتر المسؤولة في الرابطة ان منظمة كو كلاكس كلان "بارعة في استغلال موضوع ساخن واستخدامه لاجتذاب اعضاء جدد".

واضافت ان "احد الامور التي تثير مخاوفنا هي ان المنظمة تظهر في مناطق لم يكن لها فيها موطئ قدم في ما مضى".

وهذا ما يحصل في ولايات ميريلاند ونيو جيرزي وبنسلفانيا شرق الولايات المتحدة وفي ولايتي ايوا ونبراسكا في الوسط.

وتابعت المسؤولة "لحسن الحظ لم نسجل تزايدا كبيرا في الاحداث المرتبطة بالكراهية لكننا نخشى ان تجذب المنظمة اشخاصا ميّالين الى العنف".

ويشير الخبراء الى ان عودة المنظمة الى الظهور يتزامن مع تزايد عدد المجموعات العنصرية والمعادية للمهاجرين في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس الاخيرة.

وقال مارك بوتوك من مركز الجنوب القانوني لمكافحة الفقر (ساوذرن بوفرتي لوو سنتر) "ثمة اكثر من 250 مجموعة جديدة معادية للهجرة تشكلت في هذا البلد منذ نيسان/ابريل 2005"، مشيرا الى ان هذه المجموعات "انتشرت بشكل سريع وواسع".

واضاف ان "كل استطلاعات الرأي تشير الى ان ثلاثة ارباع الاميركيين يعتقدون انه ينبغي القيام بشيء ما حيال موضوع الهجرة والمسألة في نهاية الامر هي قضية عنصرية"، موضحا "اننا نتحدث عن مهاجرين سمر وليس عن مهاجرين فرنسيين او ايرلنديين وبالتالي فان هذه القضية تناسب منظمة كو كلاكس كلان".

وسجلت اخيرا حوادث ذات مدلول عنصري نسبت الى كو كلاكس كلان، وقع احدها في كنتاكي واستهدف عائلة مهاجرين متحدرين من الاكوادور تقيم بصفة شرعية في الولايات المتحدة.

وقد نصب المهاجمون امام منزلها صليبا مشتعلا وهو من رموز المنظمة العنصرية، وتركوا لافتة تقول ان المهاجرين غير مرحب بهم في الحي.

وقالت لاوتر "ان هذه الاحداث مروعة ولو انها معزولة".

واقر فيل لوسن المسؤول عن "اتحاد فرسان الشمال والجنوب" في كو كلاكس كلان في رسالة الكترونية بان المنظمة تشهد انتشار بوتيرة مدهشة، بدون ان يورد ارقاما محددة.

وكتب في الرسالة ان "الناس يشعرون ان الحكومة تخلت عنهم ويبحثون عن سبل لوقف هذا الاجتياح غير الشرعي للمتحدرين من اميركا اللاتينية من خلال المكسيك".

واضاف لوسن ان منظمته لا تعتزم تكرار "تاريخها السلبي" بل تسعى لتحقيق اهدافها بوسائل غير عنيفة.

وقال "ننوي مكافحة الهجرة غير الشرعية بالوسائل الشرعية والسياسية".

وظهرت المنظمة المعروفة باحرفها الاولى "كاي كاي كاي" عام 1866 .

وقد اسسها مقاتلون قدامى من الحرب الاهلية الاميركية يتحدرون من الاتحاد الجنوبي المهزوم وكان يدعو الى تفوق العرق الابيض ويرهب السود من خلال تنفيذ عمليات مطاردة وقتل واعمال عنف.

وبلغ عدد اتباعها خمسة ملايين عام 1925 وكان في صفوفها سياسيون وعضو في المحكمة العليا، وكانت تستهدف ايضا المهاجرين الايرلنديين والالمان الذين كانت تتهمهم بسلب وظائف الاميركيين.

ويقدر عدد اعضاء المنظمة العنصرية ما بين ثلاثة الاف وستة الاف شخص في الولايات المتحدة منذ نهاية السبعينات.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ترفض المشاركة في الحكومة الجديدة

بيان صادر عن المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
* الجبهة الشعبية ترحب بوقف الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس الذي أكد عليه اتفاق مكة ونشكر كل من ساهم في حقن الدماء الفلسطينية.
* نعلن عدم موافقتنا على الجوانب السياسية وكتاب تكليف الحكومة الذي تضمن هبوطاً عما تم الاتفاق عليه في وثيقة الوفاق الوطني.
* نعلن اعتذارنا عن المشاركة في الحكومة لأسباب سياسية تتعلق برفضنا احترام الاتفاقات السياسية والأمنية والاقتصادية الموقعة بين قيادة م.ت.ف و"إسرائيل" والتي تضمنت الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، ونبذ ما يسمى ب"العنف والإرهاب" والذي يعني وقف المقاومة.
* نؤكد على ضرورة إجراء حوار وطني فلسطيني شامل لإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها كمدخل لإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية


يا جماهير شعبنا الفلسطيني المكافح
عقد المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دورة اجتماعات لكامل أعضائه داخل الوطن المحتل وخارجه، ناقش خلالها التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية وخاصة بعد توقيع اتفاق مكة بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقد أكد المكتب السياسي على ما يلي:
أولاً: إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانطلاقاً من حرصها على المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني المكافح ترحب بما جاء في اتفاق مكة من تأكيد على وقف الاقتتال الداخلي وحرمة الدم الفلسطيني واعتماد لغة الحوار، وتشكر كل من ساهم من الأشقاء العرب في وقف نزيف الدم وتدعو لتوقيع وثيقة شرف تؤكد على منع تكرار ما حدث تحت أي ظرف من الظروف، ولمنع تكرار ما حدث لا بد من استكمال عمل لجان التحقيق التي تم تشكيلها وتفعيل مجلس الأمن القومي وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وبناءها على أسس وطنية بعيداً عن الحزبية والفئوية.
ثانياً: إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحرصاً منها على بناء وحدة وطنية فلسطينية شاملة وحقيقية تستخلص دروس المرحلة الماضية بكل أبعادها السياسية والتنظيمية وخاصة بعد توقيع اتفاقات أوسلو فإنها تعلن أن اتفاق مكة الثنائي الموقع بين حركتي فتح وحماس ليس ملزماً لها بنتائجه السياسية خاصة ما ترتب عنه من كتاب تكليف رئيس الحكومة الذي تضمن هبوطاً عما تم الاتفاق عليه في وثيقة الوفاق الوطني التي تمثل الحد الأدنى المتوافق عليه بين غالبية القوى الوطنية والإسلامية.
ثالثاً: إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعلن اعتذارها عن المشاركة في الحكومة لأسباب سياسية تتعلق بشكل خاص في عدم موافقتها على البند الوارد في كتاب التكليف لتشكيل الحكومة والمتعلق باحترام الاتفاقات السياسية والأمنية والاقتصادية الموقعة بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل" والذي يتضمن الاعتراف بحق "إسرائيل" في الوجود، ونبذ ما يسمى بالعنف والإرهاب والذي يعني وقف المقاومة ضد الاحتلال وهو الأمر الذي أكدنا رفضنا له طيلة السنوات الماضية. كما نرفض أي نص يتضمن هبوطاً عما ورد في وثيقة الوفاق الوطني.
إن نتائج الانتخابات التشريعية والتي أكدت تمسك شعبنا بخيار المقاومة والانتفاضة تتطلب إجراء حوار وطني فلسطيني شامل للتوافق على رؤية سياسية تستخلص دروس المرحلة الماضية ووقف سياسة التنازلات، وعليه فإننا لا نرى أن ما تم توقيعه من اتفاقات وما حملته من التزامات قدر على شعبنا فنحن الآن أمام واقع جديد يتطلب بناء رؤية سياسية جديدة تخرج شعبنا من دهاليز اتفاقات أوسلو وخطة خارطة الطريق، وتمكن مؤسساته القيادية من مواجهة التحديات التي تفرضها السياسة العدوانية الصهيونية المدعومة من الإدارة الأمريكية والتي تستهدف مواصلة الضغوط والابتزاز بهدف تصفية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.
إن استمرار الحصار على شعبنا وسياسة العدوان والإرهاب وما يجري من مخططات تستهدف المسجد الأقصى ومدينة القدس، ومواصلة سياسة الاستيطان وتهويد الأرض والاعتقالات والاغتيالات، كل ذلك بات يتطلب إعادة النظر الجذرية بكل الالتزامات والاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الصهيوني وأوهام الرهان على قوى دولية متواطئة مع إسرائيل ضامنة لاتفاقات لم يعد لاستمرارها أي معنى أو مبرر، ومن هنا فإننا نؤكد على ضرورة إجراء حوار جاد ومسؤول لبحث عنوان "السلطة الفلسطينية وماهيتها ومستقبلها" في ظل الشروط الإسرائيلية المفروضة عليها.
رابعاً: تؤكد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الحلقة المركزية والمدخل الأساسي لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، تتمثل في إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بناء مؤسساتها وتفعيل دورها تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه في حوارات القاهرة عام 2005.
إن استنهاض طاقات الملايين من أبناء شعبنا في الوطن والشتات تتطلب إعادة بناء منظمة التحرير والشروع الجاد في الإعداد لعقد مجلس وطني فلسطيني يضم كافة القوى الوطنية والإسلامية لرسم إستراتيجية عمل سياسية واضحة في مواجهة التحديات الكبرى المحيطة بالقضية الفلسطينية، وهذا يتطلب إجراء حوار وطني شامل يضم كافة القوى الوطنية والإسلامية دون استثناء بعيداً عن الاستقطاب الثنائي، لأننا يجب أن نسعى لتجميع كل الطاقات الفلسطينية وتحشيدها.
خامساً: تؤكد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن بناء نظام سياسي فلسطيني على أسس راسخة وسليمة لا يمكن أن يقوم إلا على أساس مبدأ الشراكة الوطنية والديمقراطية الحقيقية المستندة إلى ترسيخ نهج التعددية السياسية وبناء المؤسسات الفلسطينية الجماعية التي تحمي الوطن والمواطن. لأننا نعيش مرحلة تحرر وطني وديمقراطي تتطلب حشد كل الطاقات والإمكانيات دون استثناء حتى نستطيع مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم وتحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال.
سادساً: إن معركتنا مع العدو الصهيوني معركة تاريخية طويلة ومعقدة، وقد برهنت وقائع الحياة وتطورات الأحداث أننا أمام عدو لا يريد سلاماً ويقدس سياسة القوة والغطرسة والعدوان، وبالتالي ليس أمام شعبنا من خيار سوى الصمود والمزيد من الصمود والتمسك بالمقاومة نهجاً وممارسة لأن ذلك هو الخيار الاستراتيجي لانتزاع كامل حقوقنا الوطنية، وإن الجبهة الشعبية ستستمر في هذا الخيار طريقاً للحرية والعودة والاستقلال.
سابعاً: إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الوقت الذي تعلن فيه عدم مشاركتها في الحكومة، فإنها تحرص أشد الحرص على استمرار الحوار وإقامة أوثق العلاقات مع الأخوة في حركة فتح وحركة حماس وكل القوى والفصائل الفلسطينية وصولاً لتحقيق أهداف شعبنا العادلة.

عهداً على مواصلة الكفاح
حتى يرتفع علم فلسطين فوق القدس عاصمتنا الأبدية
وحتى عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم وممتلكاتهم
المجد للشهداء... الحرية للأسرى
والنصر للشعوب المناضلة من أجل الحرية

المكتب السياسي
للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
20/2/2007

المغاربة يواجهون الخصخصة والبطالة

تحياتنا النضالية لكل التنسيقيات في نضالها
الخيار اليساري الديمقراطي القاعدي
الحوار المتمدن - العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 4.8 / 5
الـــخــيــــار الـــيــســاري الـديــمـقــراطي الـقـاعـدي ـ لـجـنة الـتـنـسـيق الـوطني ــ بـيـان إلى الـرأي الـعـام ـفي إطار تجويع الشعب المغربي وتفقيره ومصادرة حقه التاريخي في تقرير مصيره الاقتصادي ، الاجتماعي والسياسي ، لم يتوان النظام المغربي ، انسجاما واملاءات المؤسسات المالية والشركات العالمية الإمبريالية ، في خوصصة القطاعات العمومية الحيوية والزيادة الخيالية والمتكررة في أسعار المواد الغذائية ( الحليب ، الزيت، الدقيق ، السكر ... ) والخدمات ( الماء ، الكهرباء ، النقل ...) ، وذلك في ظل واقع تفشي البطالة الجماهيرية والضعف الشديد للقدرة الشرائية وتجميد الأجور . مما يعكس حقيقة الشعارات المتغنى بها من طرف الأبواق الرسمية من قبيل شعارات " التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان " ويعكس حقيقة النظام المغربي ، باعتباره نظاما لاديمقراطيا لا يهمه إلا استقراره السياسي لضمان مصالح الشركات الإمبريالية والتحالف الطبقي المسيطر . لقد أصبحت بلادنا ، كنتيجة موضوعية لطبيعة النظام السائد ، حقل للتجارب المسمومة وورش مفتوح أمام القوى الإمبريالية ( اتفاقية دول حوض البحر الأبيض المتوسط ، اتفاقية التبادل الحرمع الولايات المتحدة الأمريكية ..) التي تتصارع على خيراتها ونهب ثرواتها وتوجيه سياستها لتأبيد مصالحها الإمبريالية والرجعية . فهاهي ثرواتنا السمكية وغيرها تهرب ، علنا ، عبر" اتفاقيات " محفوظة مذلة ومهينة، في الوقت الذي تحرم فيه بلادنا من أحد أهم ركائز التنمية الحقيقية ويحرم فيه شعبنا من حقه الأساسي في التغذية . مما يعني أن الحديث عن الديمقراطية والتنمية والنزاهة والشعارات المرتبطة بها ، لا يعدو كونه محاولة لاستمالة الكادحين والتغطية على واقع البؤس والقهر. في ظل هذا الوضع المأساوي وأمام هذا الهجوم الممنهج على حقوق ومكتسبات الجماهير الشعبية ، عرفت جل المدن والقرى ببلادنا احتجاجات جماهيرية حاشدة ، عبرت من خلالها الجماهير الشعبية عن سخطها على السياسيات المنتهجة من طرف النظام المغربي ، رغم كل أشكال الحصار والقمع ، مفندة بذلك كل الأطروحات المغرضة في التخاذل والمزكية ، في النهاية ، لواقع الاستغلال والتجويع والقمع .إن احتجاج الجماهير الشعبية ضد الخوصصة وضد الزيادة المهولة في أسعار المواد الاستهلاكية والخدمات ، هو في حقيقته معركة نضالية حقيقية ومفتوحة تتطلب من القوى اليسارية أن توليها قيمتها المطلوبة ببذل الجهد المطلوب واعتماد وتبني آليات النضال الجماهيري الجذري المسؤول والمبدئي ، من أجل تحقيق المطالب الشعبية المشروعة .إننا، الخيار اليساري الديمقراطي القاعدي ، إذ نحيي الجماهير الشعبية في معركتها النضالية من أجل تحقيق مطالبها المشروعة ، نسجل ما يلي : 1 ـ مطالبتنا الدولة المغربية بالتراجع عن خوصصة القطاعات العمومية وكذا عن الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية والخدمات.2 ـ تحياتنا النضالية لكل التنسيقيات في نضالها من أجل إقرار كافة الحقوق المشروعة للجماهير الشعبية .3 ـ دعوتنا لمناضلينا ولكل المناضلين اليساريين الانخراط الواعي ، المسؤول والمبدئي في كل أشكال الاحتجاج الجماهيري ضد الزيادة في الأسعار وضد خوصصة القطاعات العمومية ومن أجل كل قضايا الشعب المغربي .4 ـ تعازينا ومواساتنا لعائلات ضحايا ايت أونفكو( معظمهم من الأطفال ) ناحية خنيفرة ومطالبتنا بفتح تحقيق نزيه لتحديد المسؤولية الفردية والجماعية في هذه المأساة .5 ـ دعوتنا للمساهمة المكثفة والفعالة في المسيرة الوطنية الشعبية ضد الغلاء بالدار البيضاء يوم 25 مارس 2007 .6 ـ دعوتنا للمساهمة المكثفة في الوقفة الرمزية التي ستنظمها لجنة متابعة قضية الشهيد ايت الجيد محمد بنعيسى والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف بمناسبة الذكرى 14 لاستشهاد المناضل التقدمي ايت الجيد بنعيسى يوم 25 فبراير 2007 ، والقافلة التضامنية في اتجاه قبر الشهيد بإقليم طاطا يوم 02 مارس 2007 .7 ـ تحياتنا النضالية للانتصارات التي حققتها شعوب أمريكا اللاتينية ضد الإمبريالية.8 ـ تحياتنا العالية لمقاومة الشعبين الفلسطيني والعراقي ضد الاحتلال الإمبريالي الصهيوني .9 ـ نضالنا من أجل تحقيق مجتمع ديمقراطي علماني حيث الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطة ، في سياق نضالنا من أجل بناء المجتمع الاشتراكي .10 ـ مساندتنا المطلقة لحركة المعطلين ولكل الحركات الاحتجاجية المناضلة .11 ـ التحضير لعقد اللقاء الوطني التأسيسي للخيار اليساري الديمقراطي القاعدي خلال هذه السنة . عن لجنة التنسيق الوطني في : 03 فبراير 2007 .

الثلاثاء، فبراير ١٣، ٢٠٠٧

المجتمع المدني فى المغرب والدفاع عن الحق فى التعليم

المنظمة الديمقراطية للتعليم تدعو لخوض إضراب وطني إنذاري يوم الثلاثاء 13 فبارير

تنفيذا للشق النضالي من برنامج العمل المرحلي وبعد استحضارها لاستمرار الوضعية المتأزمة للمدرسة العمومية في ظل السياسات اللاشعبية المتبعة المتسمة بالتخلي عن الدعم المادي للقطاعات الاجتماعية وفي مقدمتها قطاع التربية والتكوين، ناهيك عن تلك الانعكاسات السلبية التي خلفتها المغادرة الطوعية وتحميل أعبائها لغير المغادرين، وبعد وقوفها على المسلسل الخطير واللامسبوق للوزارة الوصية في التمادي في الإجهاز على العديد من مكتسبات نساء ورجال التعليم سواء من خلال تطبيق النظام الأساسي التراجعي الذي لا يرقى إلى تطلعات الأسرة التعليمية أو استصدار مذكرات وزارية ومراسيم ملغومة للالتفاف حول ما تبقى من هذه المكاسب وكذا استغرابها الشديد من محاولة فرض سياسة "السلم الاجتماعي" بالقطاع بمباركة بعض الجهات، فإن المنظمة الديمقراطية للتعليم العضو في المنظمة الديمقراطية للشغل تدعو الشغيلة التعليمية بجميع الأسلاك لخوض إضراب وطني إنذاري لمدة 24 ساعة يوم الثلاثاء 13 فبراير 2007احتجاجا على:1.الأوضاع المتردية التي تعيشها المدرسة العمومية من جراء عدم توفير العدد الكافي من بنيات الاستقبال بل وإغلاق بعضها، وكذا افتقار العديد من المؤسسات للتجهيزات المدرسية والوسائل التعليمية وتسجيل الخصاص المهول في الأطر التربوية والإدارية، الشيء الذي فاقم من ظاهرة الاكتظاظ وعمليات الضم وازدياد عدد الأقسام المشتركة وكذا إسناد مواد دراسية لا تدخل في إطار تخصص الأساتذة وتخفيض الحصص الدراسية لمجموعة من المواد (المذكرة 43) لأجل سد النقص المسجل واللجوء إلى تنقيلات تعسفية في حق المدرسين(ات) دون مراعاة للجوانب التربوية ولاستقرارهم النفسي والاجتماعي. 2. الثغرات والتراجعات المتضمنة في النظام الأساسي، وخصوصا تلك المتعلقة بتحديد مدة العمل في اعتماد الشهادات الجامعية في تغيير الإطار(المادة 108) وفرض اجتياز امتحان الكفاءة التربوية من أجل لترسيم وعدم تحديد ساعات العمل الأسبوعية مع التراجع عن الساعات التضامنية، وكذا الاستمرار في اعتماد نسبة 22% في الترقي بدل رفعها إلى 33% لتفادي التراكمات.3. المرسوم الجديد (رقم 2.04.403 الصادر بتاريخ 2 دجنبر2005) المتعلق بالتنقيط من أجل الترقي وإصدار المذكرة رقم 03 بتاريخ 4 يناير 2007 التي تجهز على الحق في الترقي بالشهادات والمذكرة 156 المتعلقة بعمل الأعوان، مع المطالبة بسحب جميع هذه المراسيم والمذكرات التراجعية فورا.4. عدم التعاطي الإيجابي مع مطالب الشغيلة التعليمية بمختلف فئاتها وفي مقدمتها فتح باب الترقي إلى الدرجة الممتازة في وجه أساتذة الابتدائي والإعدادي دون تمايز تحفيزا لهم على البذل والعطاء مع المطالبة بضرورة تعميم العمل بالتوقيت المكيف ليشمل العالم الحضري وإحداث التعويض عن العمل بالوسط القروي وإنصاف أساتذة الابتدائي والإعدادي الذين لم يستفيدوا من حقهم في الترقي رغم استيفائهم للشروط النظامية وكذا تلبية مطالب الفئات التعليمية الأخرى من أساتذة الثانوي والتقني وأطر الإدارة والمراقبة التربوية والأعوان وأطرالتخطيط والتوجيه والمبرزين والعرضيين وحملة الشواهد والأطر الإدارية المشتركة...5. تماطل الوزارة الوصية في تسوية مختلف الملفات العالقة والمتراكمة المتعلقة بالترقية الداخلية والامتحانات المهنية للسنوات السابقة وتباطئها في صرف مستحقات المستفيدين منها وكذا عدم تنفيذ مرسوم حذف السلالم الدنيا، مع المطالبة بضرورة إحداث ترقية استثناءية بالنسبة لأفواج 2003-2004-2005-2006 وكذا تجاوز خروقات الحركات الانتقالية والإدارية مع اعتماد الشفافية وإشهار المناصب الشاغرة والعدول عن الحركات السرية والتكليفات المشبوهة.6. أوضاع المؤسسات الاجتماعية والتعاضدية العامة لموظفي وزارة التربية الوطنية مع المطالبة بالعمل على دمقرطتها وإشراك نساء ورجال التعليم في التسيير والتدبير و تسهيل مساطر الاستفادة والرفع من مستوى الخدمات.والمنظمة الديمقراطية للتعليم (م د ش ) وهي تحتج بشدة على تعنث وتمادي الوزارة الوصية في نهج سياسة تعليمية فاشلة أدت إلى اندحار التعليم ببلادنا، وانفرادها بشكل لاديمقراطي بسن قوانين ومذكرات تراجعية مما يشعل فتيل التوثر بالقطاع، وتطالب الوزارة الوصية بضرورة مأسسة الحوار الاجتماعي بقطاع التعليم من خلال تجاوز اللقاءات المناسباتية بهدف تأهيل مدرستنا العمومية وتصحيح ثغرات النظام الأساسي وكذا تحسين أوضاع الشغيلة التعليمية المادية والمعنوية والاجتماعية، فإنها تدعو الشغيلة التعليمية للانخراط المكثف في هذه المحطة الأولى من المعركة النضالية المستمرة لمنظمتهم الديمقراطية والمستقلة.

الجمعة، فبراير ٠٩، ٢٠٠٧

تحية لعمال مصر

تحية لعمال مصر
اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية

اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية في مؤتمرها الدوري الذي أنعقد بقرها المؤقت بمركز هشام مبارك للقانون بالقاهرة يوم الجمعة 9/2/2007، بحضور قيادات عمالية من 12 محافظة مختلفة (القاهرة، القليوبية، الجيزة، الإسكندرية، البحيرة، الغربية، الدقهلية، الشرقية، السويس، الإسماعيلية، الفيوم، وبني سويف)، مع حضور واضح لقيادات المناطق الصناعية الرئيسية في المحلة الكبرى، وشبرا الخيمة، وحلوان، والعاشر من رمضان، وكفر الدوار, وميت غمر، وزفتى وغيرها. وهم يمثلون عمال صناعات الحديد والصلب والمعادن والهندسية والإليكترونيات والغزل والنسيج والغذائية والدخان والبترول والبناء والأخشاب والنقل البحري والجوي والبري وقائدي قطارات السكك الحديدية ومواقف السيارات وهيئة قناة السويس ودواوين حكومية متعددة وغيرها.
استعرضت بالفخر والاعتزاز التحركات العمالية الأخيرة التي جسدت حالة المقاومة الاجتماعية المتصاعدة في صفوف العمال في الصناعات والمحافظات المختلفة ضد تكثيف الاستبداد والاستغلال والتعنت والفساد وبيع الشركات والمصانع وسياسات التحرير والخصخصة المحمية جميعها بمناخ مصادرة الحريات وسطوة الدولة البوليسية والحصار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي في المجتمع المصري، وما حققته من انتصارات مجيدة.
تدارست اللجنة هذه التحركات مقدرة جسارتها ونضجها وحرصها على عدم إعطاء الفرصة لأجهزة الدولة المعادية للعمال والمتوثبة لإجهاض حركتهم بحجج اختراق بعض الجماعات السياسية للعمال أو تهديد سلامة المصانع، بالتركيز علي سلمية الاحتجاجات والحفاظ على المصانع وتجهيز وإعداد وإعلان الإضرابات بعيدا عن كل القوى والتيارات السياسية.
وقد ركزت اللجنة على الخبرات الايجابية للاحتجاجات العمالية الأخيرة بغرض تعميمها والاستفادة منها لرفع الوعي والخبرات النضالية بين العمال الذين يمرون بظروف اجتماعية واقتصادية شديدة القسوة والتدني تحاصرهم وتحرمهم من أبسط حقوقهم في أجور عادلة تكفيهم وأولادهم حياة كريمة وفي التمتع بمسكن صحي وتعليم جيد وخدمات علاجية وبيئة عمل نظيفة وغيرها من أبسط حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية المستحقة والمشروعة للعمال التي تستحق أن يقاوموا من أجلها كل صور الاستبداد والاستغلال وأن يستخدموا في ذلك وسائل الاحتجاج والمقاومة من إضراب واعتصام وتظاهر علاوة عن حقهم الطبيعي في حرية النشر والتعبير والاعتقاد والتنظيم السياسي والنقابي المستقل عن وصاية وسيطرة الدولة والإدارة وأصحاب الأعمال وهى نقابات مختلفة بالتأكيد عن تلك التي تصنعها الدولة وتسيطر علي تشكيلاتها وانتخاباتها وإدارتها، بل وتعين قيادتها وتستخدمهم في تزييف وعي وإرادة العمال والقيام بأعمال بلطجة ضد منظمات المجتمع المدني المدافعة عن العمال.
إن اللجنة التنسيقية وهى تستشهد بالتحركات العمالية الأخيرة علي افتقاد عمال مصر لتنظيماتهم النقابية الديمقراطية المستقلة تقدر حركة المقاومة العمالية المتصاعدة وتقدم التحية لقادتها وأعضائها، وتؤكد على إنحيازها لمطالب العمال والدفاع عن حقوقهم وتنظيم التضامن معهم حتى النصر، كما تؤكد اللجنة على تبنيها لمطالب العمال المرفوعة في هذه المرحلة والتي تتضمن ما يلي:
1- حق العمال في تكوين نقاباتهم الديمقراطية المستقلة بحرية وبغير وصاية من الدولة ورفض الأشكال الديكورية الموالية للحزب الحاكم.
2- ربط الأجور بالأسعار، ودعم حق العمال في أجور عادلة تغطى احتياجاتهم وأسرهم وتحديد حد أدنى للأجور يتناسب مع ذلك (من 1200إلى 1500جنيه في الشهر) وفقا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الخاصة بأعداد متوسط الأسرة ومستوى الأسعار.
3- حق العمال فى بدل وجبة غذائية لا يقل عن 120 جنيه شهريا.
4- رفض مشروع خصخصة التأمين الصحي وبيع ممتلكاته، مع العمل على تحسين الخدمة الصحية وتعميمها على كل المواطنين.
5- رفض نقل تبعية التأمينات الاجتماعية غالى وزارة المالية، واسترداد ما استولت عليه الدولة من أموال التأمينات، والتي تزيد على 230 مليار جنيه.
6- رفض مشروع الوظيفة العامة الزى يتيح للدولة التحلل من التزاماتها، ويهدد استقرار العلاقات الوظيفة وما يستتبع ذلك من آثار على الأسرة والمجتمع.
7- رفض سياسات الخصخصة والتكيف الهيكلي في الصناعة والخدمات العامة، وما احتواهما من عوار وفساد، والعمل على تطوير الصناعة الوطنية وتحسين أحوال العمال.
8- رفض انفراد الحزب الحاكم بالتعديلات الدستورية وقوانين الإجراءات الجنائية والعقوبات والمرافعات، والتي تمثل ردة دستورية وعدوان على الحقوق والحريات العامة.
9- التضامن مع مطالب كافة مؤسسات المجتمع المدني المطالبة بالاستقلال والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، (القضاة، أساتذة الجامعات، الصحفيين، المحاميين، المهندسين، المعلمين، الطلاب، منظمات حقوق الإنسان، الفلاحين، العمال ..........الخ)
عاش كفاح عمال مصر
عاشت حركة المقاومة الاجتماعية المتصاعدة
يسقط الاتحاد العمالي الموالي للدولة
يسقط الفساد والاستبداد والاستغلال،،،،
القاهرة في 9/2/2007

الخميس، فبراير ٠٨، ٢٠٠٧

عودة العمال

اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
إضرابات عمالية جديدة
في كفر الدوار و الصف و زفتى
-----------------------------
دخل إضراب عمال شركة القاهرة للدواجن يومه الثاني على التوالي حيث امتنع ما يقرب من 3000 عامل عن صرف رواتبهم منذ خمسة أيام اعتراضا على عدم استجابة الإدارة لمطالبهم بصرف بدلات طبيعة عمل، وغلاء معيشة، واضافى لتحسين ظروفهم المعيشية حيث يتقاضوا رواتب "شاملة" تتراوح بين 300 جنيه إلى 400 جنيه وهو ما لا يتناسب مع الظروف الاقتصادية الراهنة ، كما طالب العمال بتقرير بدل مخاطر نتيجة لاحتمالات تعرضهم لمخاطر الإصابة بأنفلونزا الطيور، وعندما امتنعت إدارة الشركة عن الاستجابة لمطالب العمال امتنعوا عن صرف الرواتب منذ خمسة أيام وأضربوا عن العمل منذ الأمس حيث دخل في الإضراب عمال قطاع المزارع ومصنع العلف بمقرهما بمدينة الصف بالجيزة ، ويقوم الأمن ومكتب العمل بإجراء مفاوضات مع العمال لعودتهم للعمل وتجرى هذه المفاوضات في غياب أي ممثل للشركة والتي يساهم في رأسمالها معتز الشاذلي والخرافي وآخرين ، ومازالت المفاوضات متعثرة حتى الآن وسط تخوفات أمنية بقيام عمال الشركة بالنوبارية بالانضمام إلى الإضراب.
وعلى صعيد آخر مازال نضال عمال الغزل والنسيج مستمرا حيث أعلن عمال مصنع زفتى للغزل- التابع لشركة الدلتا للغزل والنسيج - إضرابهم الشامل عن العمل منذ الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة العاشرة والنصف ، ثم قام العمال بعد ذلك بتغيير شكل الإضراب من إضراب شامل إلى إضراب تبادلي حيث يتم تشغيل بعض الماكينات ويمتنع البعض الآخر لمدة زمنية معينة، ثم تتوقف الماكينات التي كانت تعمل وتبدأ التي كانت متوقفة عن العمل وهكذا استمر العمال في هذا الشكل حتى الآن اعتراضا على صرف أرباح تبلغ 21 يوم فقط حيث طالب العمال بمساواتهم بما صرف لعمال المحلة والنصر للصباغة والتجهيز وغزل حلوان والتي تفوق جميعها ما تقرر صرفه للدلتا ،هذا وقد حاول أمن الشركة الدخول للعنابر لتشغيل الماكينات المتوقفة وعندما هدد العمال بتصعيد المواجهة إذا تدخل الأمن أصدر العضو المنتدب قراره للأمن بعدم التدخل.
وعلى صعيد ثالث أعلن عمال شركة كفر الدوار للغزل والنسيج إضرابهم عن العمل منذ الساعة العاشرة مساء أمس احتجاجا على صرف أرباح لهم تعادل خمسة عشر يوما فقط وطالبوا بزيادتها إلى 45 يوما أسوة بالمحلة ، كما طالبوا بسحب الثقة من اللجنة النقابية وممثلي العمال بمجلس إدارة الشركة ، وطالبوا كذلك بصرف نصيب العمال في أراضى الشركة التي تم بيعها خلال الأعوام الماضية وقد بلغ عدد المضربون 12 الف عامل . الأحد 4/2/2007 الساعة الرابعة عصرا


اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية

نقل ثلاثة من عمال شبين المضربون عن الطعام للمستشفى
---------------------------------------------------------

دخل إضراب عمال شبين الكوم يومه السابع على التوالي حيث أضربوا عن العمل في تمام الساعة الثالثة يوم الثلاثاء الموافق 30/1/2007 وبالأمس أضرب عن الطعام مائة عامل من عمال المصنع نقل منهم بالأمس أحد العاملين إلى المستشفى بسبب تدهور حالته الصحية، وكانت مفاوضات الأمس قد انتهت إلى تحرير شيك مؤجل الدفع بحقوق العمال لن يتسلموه إلا عند استلام المستثمر الهندي للمصنع ، وهو ما رفضه العمال وصمموا على استلام مستحقاتهم قبل استلام المستثمر للمصنع واستمروا في الإضراب عن العمل والإضراب عن الطعام ، والذي أدى إلى تدهور الحالة الصحية لثلاثة من المضربين نقلوا على أثرها إلى المستشفى عصر اليوم.
كما قام العمال بجمع ما يقرب من ألفى توقيع لسحب الثقة من اللجنة النقابية .
وعلى صعيد آخر كان المستثمر الهندي قد أرسل أربع مديرين بعد توقيعه العقد في 15/12/2006 أحدهم مدير للشئون الهندسية ، والآخر لصيانة المصانع والإنتاج، والثالث للشئون الإدارية، والرابع لرئاسة هذه المجموعة ، ومنذ أسبوعين أرسل المستثمر الهندي 25 مهندس وفني وكانوا دائمي الحضور يوميا للمصنع ومن يوم الخميس الماضي وهم متوقفون عن الحضور.

الأحد 4/2/2007
الساعة السابعة مساءا

اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
البيان 2
إضرابات العمال في شبين الكوم
وزفتى، وكفر الدوار، والصف
---------------------------------
الصف :
نجحت إدارة شركة القاهرة للدواجن في مفاوضاتها مع العمال حيث حضر هذه المفاوضات جميع العمال بلاضافة لممثل النقابة العامة للصناعات الغذائية واللجنة النقابية للعاملين بالشركة، وعرض العضو المنتدب ونائب رئيس مجلس إدارة الشركة - والذي كان يمثل الشركة في المفاوضات- أن الشركة تدرس مطالب العمال وأنها ليس لديها مانع في الاستجابة للعديد منها ولكن بعد الاتفاق مع العمال على بعض التفاصيل وهو ما يستدعى اختيار العمال لأربع ممثلين عنهم على أن تجتمع إدارة الشركة معهم بالقاهرة خلال الأيام القادمة وعلقت الشركة بداية التفاوض على عودة العمال للعمل واستلام الراتب ، وانتهى العمال إلى العودة للعمل دون استلام الراتب لحين انتهاء المفاوضات مع الشركة حتى يوم الأربعاء القادم والذي هدد فيه العمال بالعودة للإضراب إن لم تتم الاستجابة لمطالبهم .

كفر الدوار :
مازال عمال شركة كفر الدوار للغزل والنسيج مضربون عن العمل بجميع الواردى الأربعة ولم يغادر المصنع إلا العاملات فقط وسوف يعودن للإضراب من الصباح الباكر ف حالة استمراره، هذا وقد انتقل محافظ البحيرة إلى مدينة كفر الدوار للتفاوض مع العمال حيث ذهب عرفة أبو العلا مدير أمن المصنع إلى العمال وأبلغهم أن المحافظ يطلب منهم اختيار عشرة عمال ليتحدثوا معه نيابة عنهم وذلك بمقر جهاز أمن الدولة بكفر الدوار وهو العرض الذي رفضه العمال وذكروا لمدير الأمن "الى عايز يتفاوض معانا يجلنا المصنع" ،وعلى صعيد آخر حضر إلى كفر الدوار سعيد الجوهري رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج وتوجهه إلى العمال وذكر لهم أنهم" متعسفون في مطالبهم وان الشركة خسرانه ولا يستحقوا صرف الأرباح " وهو ما دفع العمال لنهره وإيقافه عن الكلام وقالوا له "الإدارة تسأل عن المكسب والخسارة أما نحن فنسأل عن ساعات العمل" .

زفتى :
مازال إضراب عمال مصنع النسيج بزفتى مستمرا حتى الآن حيث خرجت الوردية الأولى ودخلت مكانها الوردية الثانية والتي زادت من عدد الماكينات المتوقفة حيث يعمل 12 نول من اجمالى الأنوال بالمصنع والبالغ عددها 500 نول ، ومن الجدير بالذكر أن إضراب زفتى ليس إضرابا شاملا ولكنه إضراب تبادلي.

شبين الكوم :
مازال إضراب شبين مستمرا حتى الآن وتحاول الجهات الحكومية الوصول إلى حلول مع العمال خوفا من انتهاء آخر موعد لاستلام المستثمر الهندي للمصنع فوفقا للعقد المبرم معه يكون الاستلام في المدة من 1 حتى 5 فبراير وفى حالة التأخر سوف تكون هناك غرامات تأخير.

الأحد الموافق4/2/2007
الساعة التاسعة مساءا

اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
البيان رقم 3
عن إضرابات كفر الدوار وشبين وزفتى

زفتي :
نجح إضراب عمال شركة نسيج زفتى التابع لشركة الدلتا للغزل والنسيج حيث صدر منشور قبل دخول الوردية الثالثة للعمل والتي كان مقرر لها أن تبدأ في الساعة الحادية عشر مساءا وجاء بالمنشور موافقة الشركة على صرف منحة لا ترد بقيمة 45 يوم على أن يتم الصرف خلال أربعة أيام ،وكانت الشركة قد قررت صرف 21 يوم فقام عمال الوردية الصباحية بالإضراب الشامل عن العمل من الساعة الثامنة صباح أمس حتى الساعة العشرة والنصف ثم بعد ذلك قاموا بالإضراب التبادلي حيث توقف نصف المكن وقاموا بتشغيل النصف الثاني حتى الساعة الثالثة موعد دخول الوردية الثانية والتي قامت بتشغيل 12 نول من اجمالى 500 نول بالمصنع وقبل دخول الوردية الثالثة كان منشور الشركة قد صدر فقرر العمال فض الإضراب على أن يعودوا إليه إذا امتنعت الشركة عن الصرف خلال الأربعة أيام المحددة في المنشور.

شبين الكوم:
مازال إضراب عمال شبين مستمر حتى الآن ولم يوافق العمال على عرض الشيك المؤجل ومعتصمين بعدم تسليم المصنع للمستثمر الهندي إلا بعد استلام مستحقاتهم ، واللجنة التسيقية تؤكد على أحقية العمال في صرف مستحقاتهم قبل تسليم المصنع وحتى لا تضيع حقوق العمال وسط قواعد قانونية تتيح للشركة القابضة التحلل من التزاماتها قبل العمال تحت زعم أن المستثمر اشترى المصنع بما له وما عليه وبالتالي تصدر الأزمة إلى المستثمر والعمال.

كفر الدوار (1) :
مازال عمال شركة الغزل بكفر الدوار مضربين عن العمل وقد حاول مدير امن الشركة طوال ليلة أمس التفاوض مع العمال لفض الإضراب إلا أن ذلك لم يحدث ، و في صباح اليوم قامت قوات الشرطة (فرق كاراتية بالزى المدنى) بفرض سيطرتها على بوابات المصنع الثلاثة وسمحت للعمال بالخروج دون الدخول مما أدى حتى الآن لحرمان 2000 عامل من دخول المصنع مع صباح اليوم ، بل وامتنع الأمن عن السماح بدخول الطعام للمضربين بالداخل والبالغ عددهم حوالي 9000 عامل مما أدى لتظاهر العمال بالداخل والخارج حتى تمكنوا من إدخال بعض الأطعمة ،وقام العمال بداخل المصنع بتعليق ميكروفونات أعلنوا من خلالها نعى عن وفاة رئيس مجلس إدارة الشركة واللجنة النقابية ورددوا الهتافات المطالبة بال45 يوما أسوة بباقي الشركات ، ومع وصول خبر صدور منشور زفتى هلل العمال فرحا بنصر زملائهم بمصنع زفتى وحصولهم على مستحقاتهم ورددوا" الإضراب حتى الموت الإضراب حتى الصرف".

كفر الدوار 2:
على صعيد آخر دخل عمال شركة البيضا وشركة الحرير الصناعي بكفر الدوار الإضراب صباح اليوم للمطالبة بصرف ال45 يوم أسوة بباقي الشركات ويبلغ عدد العمال المضربين بالشركتين 9000 عامل.

ومع متابعة اللجنة التنسيقية لأحوال قطاع النسيج بالمحافظات المختلفة رصد أعضاء اللجنة تحركات عمالية بمحافظات مختلفة ومن المحتمل إعلان بعضها للإضراب صباح غد .

اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
الاثنين 5/2/2007
الساعة الثانية ظهرا

اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
البيان الرابع
عن إضرابات كفر الدوار وشبين الكوم
--------------------------------------
تجويع عمال كفر الدوار
تصاعد أزمة السكن العمالي بالمحلة
استمرار إضراب غزل شبين الكوم
إنهاء إضراب الحرير الصناعي

شبين الكوم:
مازال إضراب عمال شبين مستمر حتى الآن ، ولم يوافق العمال على عرض الشيك المؤجل وذكر العمال أن أسباب اعتراضهم لا تكمن في أن الشيك مؤجل فقط ولكن لان قيمته لا تتناسب مع ما يجب صرفه للعمال حيث عرض شيك بمبلغ 5856610 جنيه خاليا من نسبة التأمينات الاجتماعية وكان من الواجب أن يكون الشيك بقيمة 9 مليون جنية ، كما ذكر العمال أن الجهات الحكومية تردد أن المستثمر اشترى المصنع فقط وهو ما يخالف الحقيقة لأنهم اكتشفوا عكس ذلك واكتشفوا أن الصفقة تشمل الملاعب أيضا ، بالإضافة لرغبة العمال في فض الاشتباك بين مجالس إدارات النادي الرياضي والنادي الاجتماعي والجمعية التعاونية للعاملين واتحاد المساهمين حيث بها تداخل وهناك أعضاء في مجالس إدارات هذه الأشكال في نفس الوقت والعمال يرغبوا فى فض هذا الاشتباك قبل استلام المستثمر للمصنع حتى لا يبقى الوضع على ما هو عليه.
كفر الدوار (1) :
مازال عمال شركة الغزل بكفر الدوار (مصر للغزل والنسيج الرفيع) مضربين عن العمل، ومازال الأمن يمارس سياسة تجويع عمال المصنع المضربين عن العمل حيث يمتنع عن إدخال الأطعمة للعمال المضربين والذين تمكنوا من تهريب بعضها حيث هرب ألف رغيف عيش فقط لاجمالى العدد الذي يتراوح بين 8 ألاف أو 9ألاف عامل اقتسموا هذه الأرغفة فقط (عيش حاف) وقد حاول العمال الموجودين بخارج المصنع والممنوعين من الدخول إلقاء أطعمة للعمال داخل المصنع إلا هناك محاولات لملاحقتهم أمنيا مما صعب من وصول الطعام لهم وهى محاولة من الأمن للضغط على العمال لمغادرة الشركة ففي ظل هذا البرد القارص مع الجوع يشعر الإنسان ببرودة أشد، ومازالت قوات الشرطة بالزى المدني تحكم سيطرتها على الأبواب وتسيير دوريات منها ومن امن المصنع على الأسوار .
كفر الدوار 2:
أنهى عمال شركة مصر للحرير الصناعي إضرابهم عن العمل ظهر اليوم حيث أخطرهم رئيس مجلس إدارة الشركة بصرف قيمة الأرباح التي سيتم صرفها لعمال شركة الغزل الرفيع دون أي تفرقة بينهم ، وكان عمال وردية الساعة الثالثة عصر أمس والتي تستمر للعمل حتى الحادية عشر قد أضربوا عن العمل وانضم إليهم عمال وردية الحادية عشر مساء أمس حتى صباح اليوم حيث انضم لهم عمال وردية الساعة السابعة صباحا واستمر الجميع في الإضراب حتى ظهر اليوم عندما نزل إليهم رئيس مجلس إدارة الشركة ووعدهم بصرف نفس قيمة الأرباح التي سوف تصرف لشركة الغزل الرفيع ،وتعتذر اللجنة عن خبر إضراب شركة البيضا الذي نشر بالبيان الثالث حيث تبين لأعضاء اللجنة التنسيقية بكفر الدوار أن العمال لم يضربوا ولكن تقرر لهم صرف أرباح 21 يوم بعض العمال قاموا بصرفها والبعض الآخر امتنع عن الصرف ولم يقوما بالإضراب لذا لزم الاعتذار والتنويه.
المحلة الكبرى:
اشتعال أزمة السكن العمالي بمدينة المحلة الكبرى حيث أن الشركة تمكنت من الحصول على أحكام بإخلاء العمال المحالين للمعاش للمساكن التي تمتلكها الشركة وكانت مخصصة لسكنهم حيث قامت الشركة بتصعيد المواجهة مع العمال وقامت بإرسال إنذارات على يد محضر تلزمهم بدفع مبلغ 500 شهريا كتعويض عن حرمان الشركة من استغلال هذه الشقق والانتفاع بها على أن يكون ذلك من تاريخ الإحالة للمعاش تحت زعم أنه تاريخ العلم بغصب الحيازة، ويأتي هذا التصعيد مع المحالين للمعاش مع العلم أن غالبية أبنائهم يعملون بالشركة وهو ما ينذر باحتمال تصاعد الأحداث بالمحلة من جديد

اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
الاثنين 5/2/2007
الساعة السادسة ونصف مساءا

اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
البيان الخامس
عن إضرابات كفر الدوار وشبين الكوم وميت غمر وطنطا وزفتى
--------------------------------------
استمرار إضراب كفر الدوار
تصاعد ألأحداث بطنطا وزفتى من جديد
استمرار إضراب غزل شبين الكوم
إجهاض إضراب ميت غمر

شبين الكوم :
مازال إضراب عمال شبين مستمر حتى الآن ، وقد تمكن العمال بإقناع العديد من زملائهم بفض الإضراب عن الطعام حتى يتمكنوا من الاستمرار في المقاومة حيث عدل عن الإضراب عن الطعام غالبية المضربين منهم وتجرى مفاوضات بين العمال وباقي المضربين ،وناحية ثانية بدأ العمال في اتخاذ الإجراءات القانونية لسحب الثقة من اللجنة النقابية وهو ما دفع الشركة لتسريب إشاعة بأن هناك محاولة لحل الأزمة أنها ستصرف الأرباح للعمال مساء اليوم أو صباح غد ، وقد قوبلت هذه الإشاعة باستهجان من العمال ورفضوا الحديث عنها أو عن أى وعود مستقبلية دون أن يروا واقعا ملموسا أمامهم.
كفر الدوار :
مازال عمال شركة الغزل بكفر الدوار (مصر للغزل والنسيج الرفيع) مضربين عن العمل ورغم صعوبة الأحوال الجوية فقد عاشت المدينة أجواء إضراب 1994 حيث خرجت إشاعة للمدينة بأن العمال فضوا الإضراب وما أن علم العمال بهذه الشائعة حتى قاموا بتشغيل صفارة الإنذار للإعلان عن استمرارهم في الإضراب وردت عليهم المساجد العمالية التي تحيط بالمصانع والشركات بالنداء في الميكروفونات لدعوة الاهالى لمساندة العمال المضربين وإرسال الأطعمة والأغطية لهم وهو ما دفع بعض الاهالى للتدافع على البوابات لتقديم الدعم للعمال ، وعلى صعيد آخر تشهد المدينة محاولات لإنشاء لجنة تضامن مع العمال خاصة أن جميع العاملين في مصانع النسيج الأخرى ينتظرون ما سيحصل عليه عمال مصر للغزل والنسيج الرفيع باعتبارها اكبر الشركات المتواجدة في المدينة وأكثرها قدرة للضغط والحصول على المطالب.
طنطا وزفتى :
بعد أن نجحت شركة الدلتا للغزل والنسيج بفض إضراب مصنع نسيج زفتى التابع لها عندما أصدرت منشور بصرف 45 يوم خلال أربع أيام تنتهي يوم الخميس القادم ،عادت الأحداث لتتصاعد من جديد لأن الشركة لم تتبع نفس النهج في مصنعها بطنطا حيث أصدرت منشور ذكرت فيه أنها تدرس إمكانية إعطاء العمال 45 يوم ،عكس منشور زفتى الذي قررت فيه صرف ال 45 وليس دراسة الصرف وهو ما دفع الأحداث للتصاعد في طنطا ودفع أيضا عمال زفتى لإعلان تضامنهم مع زملائهم بمصنع طنطا حيث أعلنوا الإضراب الشامل عن العمل بالمصنعين بداية من يوم السبت القادم إذا لم يتم صرف 45 يوم لجميع عمال الشركة في طنطا وزفتى يوم الخميس القادم.
ميت غمر :
نجح الأمن في إجهاض إضراب عمال مصنع ميت غمر التابع لشركة الدقهلية للغزل والنسيج حيث بدأ العمال بوردية الليل بالأمس في إحضار البطاطين معهم استعدادا لإعلان الإضراب اليوم ، وهو ما دفع الشركة لإبلاغ أمن الدولة وطوال ليلة أمس تعرض العمال لتهديدات لمنع الإضراب ، وتم إعداد قائمة ب 17 اسم من العمال أعلنت للجميع أنه في حالة الإضراب سوف يتم اعتقالهم ، كما تم منح أربعة عمال إجازة إجبارية حتى يوم السبت القادم واخطروا بعدم الذهاب للمصنع ، وهى الإجراءات التي نجحت في إجهاض إضراب اليوم إلا أنها لم تنجح في إخماد ثورة العمال بالمصنع وربما تدفعها للتصاعد من جديد .
واللجنة التنسيقية تناشد كل القوى الوطنية إعلان تضامنها مع العمال ،كما تطالب القوى السياسية بإرسال وفود للعمال في مصانعهم للاستماع إلى مطالبهم ومساندتهم فالحصار الامنى لعمال كفر الدوار والإجراءات التي اتخذت في مواجهة عمال ميت غمر تستدعى قيام القوى الوطنية باتخاذ مواقف علنيه للتضامن مع العمال وإطلاق حرياتهم في المطالبة بحقوقهم دون تهديد أو مصادرة وتجويع.

اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
الثلاثاء 6/2/2007
الساعة الثالثة والنصف عصرا


اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
البيان السادس
عن إضرابات كفر الدوار وشبين الكوم وزفتى
--------------------------------------
استمرار إضراب كفر الدوار
الاضرب بنسيج زفتى من جديد
استمرار إضراب غزل شبين الكوم


شبين الكوم:
مازال إضراب عمال شبين مستمر حتى الآن ، وهناك حالة من الصمت في ظل مشاورات حكومية مكتومة حول حلول للازمة لم تتضح معالمها حتى الان.
كفر الدوار :
مازال عمال شركة الغزل بكفر الدوار (مصر للغزل والنسيج الرفيع) مضربين عن العمل وفى تطور للأحداث أعلن العمال الإضراب عن الطعام وهناك تناقض في أعداد المضربين عن الطعام حيث ذكر أن المضربين عن الطعام 9 ألاف عامل وهناك من ذكر أنهم 7 ألاف عامل وهناك من ذكر أن الأعداد تتراوح بين 5 ألاف إلى 4 ألاف عامل مضرب عن الطعام
وقد تدهورت الحالة الصحية لسبعة عمال وتم نقلهم للمستشفى، وعلى صعيد آخر هناك ميسرة للتضامن مع العمال بالمدينة مساء اليوم على أثرها نشرت قوات امن مركزي في أرجاء مختلفة من المدينة ، وفى الوقت الذي تتم فيه مفاوضات مع العمال الآن تسرى إشاعة في المدينة حول استعدادات أمنية لاقتحام المصنع مساء اليوم لفض الإضراب.
زفتى:
عادت الأحداث للتصاعد من جديد في شركة الدلتا للغزل والنسيج بمصنع زفتى حيث تبين للعمال عدم صدق الوعود بصرف ال45 يوم التي أعلنتها الشركة يوم الأحد الماضي وتمكنت بفضلها من فض الإضراب، مما دفع العمال لإعلان الإضراب الشامل عن العمل بداية من الساعة الواحدة ظهر اليوم حتى الساعة الخامسة والنصف، وقد حاول رئيس مباحث زفتى الرائد وليد غنيم الدخول للمصنع للتجوال وسط العمال بصحة ثلاثة من الضباط ومعه 20 فرد أمن بملابس مدنية ،إلا أن حمدي حسين عضو اللجنة النقابية بالشركة رفض هذا الأمر وهدده الضابط بأنه بذلك يصاعد الأحداث وحمله المسئولية عما سيحدث من ردود أفعال العمال وهو ما دفع نائب رئيس الشركة لمساندة عضوا النقابة ورفض السماح لرئيس المباحث بالدخول للمصنع ،على أثر هذه الواقعة حول العمال الإضراب إلى إضراب تبادلي حيث سمحوا بتشغيل 50 من اجمالى 500 نول ، ومن المحتمل انضمام مصنع طنطا للإضراب من يوم السبت القادم.

المحلة :
في محاولة من اللجنة النقابية بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة التي قدم طلب من 15 ألف عامل بسحب الثقة منها تحاول جمع توقيعات مضادة من العمال مستخدمه التهديد والوعيد بمعاونة بعض الجهات الأمنية .


اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
الاربعاء 7/2/2007
الساعة السادسة والنصف مساءا


اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
البيان الثامن
عن إضراب كفر الدوار
--------------------------------------
انتصار إرادة العمال في كفر الدوار

انتصرت إرادة عمال شركة الغزل بكفر الدوار (مصر للغزل والنسيج الرفيع) حيث انتهت المفاوضات إلى الإعلان عن الاتفاق على :
1- رفع بدل الوجبة الغذائية من 32 حتى 43 جنية بأثر رجعى من شهر يوليو 2006
2- تعديل لوائح تسعير خيوط الإنتاج التي يحاسب على أساسها العامل حيث كان العمل يجرى بتسعيرة محددة من عام 1960 .
3- تحديث المستشفى التابع للشركة وإرسال قافلة طبية من وزارة الصحة .
4- شراء سيارة إسعاف للشركة
5- إعادة النظر في نظام الحوافز،وفتح باب الترقيات التي كانت متوقفة منذ1995
6- تسوية حالات العاملين والعاملات بالإنتاج طبقا لمؤهلاتهم الدراسية مع احتفاظهم بالوظائف الإنتاجية.
ومع موافقة العمال على هذه القرارات ينتقل الآن محافظ البحيرة وممثلي الحزب الوطني من دمنهور إلى كفر الدوار ، كما تنتقل وزيرة القوى العاملة بوفد من الاتحاد العام ونقابة النسيج ومراسلي الصحف إلى كفر الدوار أيضا.


اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
الخميس 8/2/2007
الساعة الثالثة عصرا


اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
البيان السابع
عن إضرابات كفر الدوار وشبين الكوم وزفتى
--------------------------------------
مفاوضات في القاهرة وحصار في كفر الدوار
عودة العمل مرة أخرى بنسيج زفتى
انتصار عمال غزل شبين الكوم


شبين الكوم:
نجح إضراب عمال غزل شبين وتم تبليغ العمال صدور قرار من الوزيرة بصرف 45 يوم كمنحة للعمال ،و 133 يوم أرباح ،واحتساب أيام الإضراب أيام عمل ،ورفع بدل الوجبة الغذائية من 32 حتى 43 جنيه ،ومن المحتمل تشغيل المصنع في وردية الساعة الثالثة حيث توجت الإدارة المالية إلى البنك لصرف الشيك وتوجه وفد من العمال للوزارة بالقاهرة

كفر الدوار :
مازال عمال شركة الغزل بكفر الدوار (مصر للغزل والنسيج الرفيع) مضربين عن العمل،وقد سافر وفد اللجنة النقابية للتفاوض بالقاهرة مع ممثلي القوى العاملة والاتحاد العام والجهات الحكومية ومازالت المفاوضات سارية حتى الآن ، في الوقت الذي كثف فيه الأمن حصار المصنع وتم استدعاء قوات من المدن المجاورة وانتشرت عربات الأمن المركز حول الأسوار ،وكانت الحالة الصحية لبعض العمال قد تدهورت ونقل إلى مستشفى كفر الدوار كلا من " على محمد أحمد شعبان، عثمان حسين إبراهيم، عاطف توفيق جبريل، أحمد محمد على ،خميس عبد الواحد حسن" ، ونقل إلى مستشفى الشركة " عبد العزيز شرف الدين ، محمد عبد العزيز أبو جليل" ، ونقل للمستشفى العام في القسم الاقتصادي "بهاء عبد الله صلاح ، محمد على أبو زينه لوجود كسر بالقدم حيث سقط مغشيا عليهم وتسبب هذا السقوط في تعرضهم لهذه الكسور وقامت الشركة بإيداعهم القسم الاقتصادي بالمستشفى على نفقتها .

زفتى:
في شركة الدلتا للغزل والنسيج تم تشغيل مصنع زفتى صباح اليوم لإعطاء مهلة أخرى للإدارة لصرف الأرباح حيث أكدت الإدارة


اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية
الخميس 8/2/2007
الساعة الثانية والنصف عصرا

عاش كفاح الطبقة العاملة


سألنا أطفال العمال المعتصمين بابا.. فين؟ محمد: بابا عنده واجب!.. وشادي أخرج صورة من جيب الجاكتة وقال: بابا أهه!خلود: عايزة أقول لبابا أنا وقعت علي راسي يوم الأحد اللي فات.. وأحمد: أنا فخور بوالدي.. وخايف من الحسد

خلود ممدوحكل بيوت العمال التي دخلناها في كفر الدوار كان فيها أطفال صغار.. وغالبيتهم بالتأكيد لا يعرف معني اعتصام ولا يفهم ما تعنيه كلمة إضراب.. كل ما يعرفونه أن آبائهم ذهبوا إلي الشركة ولم يعودوا.. سألت محمد ـ 6 سنوات ـ نجل أحمد الديب أحد العمال المعتصمين بكفر الدوار: بابا فين يا محمد؟ فقال: بابا في الشغل وتأخر هناك. قلت: تأخر ليه؟ فقال: أمي بتقول إنه تأخر علشان عنده واجب.. سكت محمد ـ التلميذ بالصف الأول الابتدائي،
وقال كأنه تذكر شيئاً مهماً: هو بابا بياخد واجب يا عمو زي ما إحنا بناخد واجب في المدرسة.
»شادي« ـ 10 سنوات ـ نجل محمود إبراهيم ـ أحد المعتصمين ـ طرحت عليه نفس السؤال: بابا فين؟.. فصمت لحظة ثم أخرج صورة والده من أحد جيوب جاكت قديم يرتديه وقال:
ـ بابا أهه
قلت: دي صورته.
ـ فقال: دي الصورة وبابا الحقيقي في الشغل علشان يجيب لنا فلوس.
قلت: وانت عايز الفلوس ولا بابا؟
ـ فقال علي الفور: عايز بابا علشان ياخدني نصلي في المسجد زي ما كان بيعمل.
خلود ـ 5 سنوات ـ كريمة العامل ممدوح إبراهيم أجابت علي سؤالي: أنا مش عارفه بابا فين.. من يوم السبت مجاش من الشغل.. وأنا عايزه أقوله وأنا وقعت علي راسي ونزل مني دم يوم الأحد اللي فات.. بس دلوقتي بقيت كويسة.
أما إيهاب ـ 9 سنوات ـ نجل العامل محمود إبراهيم فقال: بابا في الشغل.. ثم توقف عن الكلام بعدما لمح زوجة عمه تقرأ ما نشرته الوفد عن إضراب عمال كفر الدوار، وبسرعة قفز إلي جوارها وقال: هوه بابا في الصورة دي؟.. ولأنها لم تجبه فراح يدقق النظر في الصورة وقال: لا مش فيهم.
ولأن أحمد ـ 15 عاماً ـ نجل السيد البحيري ـ يدرك تماماً بحكم عمره ـ ما يجري في شركة غزل كفر الدوار، كانت كلماته ذات معني ومغزي.. قال أحمد: أنا فخور بوالدي.. فأنا أشعر بعد انضمامه للعمال واعتصامه معهم أنه رفع رأس الأسرة كلها.. وحاسس إن الناس بيحسدوني لأن ربنا أعطاني أب راجل بمعني الكلمة.. راجل يقدر يقول »لا« في وجه الظلم.. ويقدر يرفض الحال المايل.
وأضاف: أذكر مرة أن بابا قال لي إن عمال شركة كفر الدوار يتعرضون للظلم منذ عام 1984 ولما نشرت جريدة »الوقائع المصرية« قرار رئيس الوزراء بصرف شهرين سنوياً كأرباح لكل العمال، يومها قال لي خلاص الحمد لله الظلم هينزاح عن عمال كفر الدوار، ولكن للأسف الحال ظل كما هو ولم يتغير ولما الأمور توصل لمخالفة قرار رئيس الحكومة ولظلم عمال ليس لهم في الدنيا إلا رواتبهم البسيطة.. لما الأمور توصل للحد ده.. لازم يكون للرجال الشرفاء والأحرار وقفة، وهذا ما يفعله عمال كفر الدوار المعتصمون.. وربنا معاهم
.
8/2/2007جريدة الوفد

الاستيلاء علي أموال صناديق التامين الخاصة

بعد أن استولت الحكومة علي اموال المعاشات
تسعي للاستيلاء علي اموال صناديق التامين الخاصة
ولكن هل يسكت المنتفعين ؟!
الشرقية: ١٧ ألف موظف يقاضون «المحافظ» بسبب أموال صندوق الرعاية الاجتماعية
المصري اليوم ـ كتب مصباح الحجر ٨/٢/٢٠٠٧
أرسل نحو ١٧ ألف موظف من العاملين بالإدارة المحلية بمحافظة الشرقية إنذارات علي يد محضر للمحافظ المستشار يحيي عبد المجيد، يطالبونه فيها بالتحفظ علي أموال صندوق الرعاية الاجتماعية بالمحافظة، حتي يتم تعديل اللائحة، التي تم تعديلها مؤخرًا لصالح كبار المسؤولين بالمحافظة، للحصول علي ٨٠ شهرًا من آخر راتب أساسي يحصل عليه العامل في حالة بلوغه سن المعاش، أو العجز الكلي، أو الوفاة،
وكان ذلك اعتبارًا من يناير ٢٠٠١، مقابل زيادة قيمة الاشتراك الشهري منذ أول مارس ١٩٩٩، من ٨% من الراتب الأساسي «تخصم من المشترك حتي نهاية خدمته أو عجزه أو وفاته»، إلي ١٠% اعتبارًا من ٢٣ مايو ٢٠٠٥ بقرار من مجلس إدارة الصندوق، الذي يرأسه عاطف أبو السعود مدير عام شؤون العاملين بالمحافظة.
وأكد العاملون أن مجلس الإدارة اتخذ قرارًا بخفض مستحقاتهم من الصندوق بالمخالفة للائحة الخاصة به، فمن جانبه يقول محمود عامر مهندس بشركة المياه بالزقازيق إن اشتراكات الأعضاء الشهرية تمت زيادتها من ٨% إلي ١٠% من الأجر الأساسي تضاف إليها حصيلة الجزاءات بالإدارة المحلية، والتبرعات التلقائية، كما يتم تحصيل ١٠٠ جنيه عن العام الواحد من جميع العاملين بالخارج، والحاصلين علي إجازات بدون مرتب، والتي تقدر سنويا بنصف مليون جنيه.
ويؤكد أن إيرادات الصندوق بلغت حتي نهاية يوليو ٢٠٠٦ ٨ملايين جنيه منها ٤ ملايين اشتراكات الأعضاء فقط، وتوجد وديعة للصندوق بأحد البنوك تبلغ ٧ ملايين جنيه يتم الاستفادة من فوائدها في سداد استحقاقات العاملين.
ويشير جمال عبد الناصر أحمد عبد العزيز كيميائي إلي أن العاملين قد نهبت أموالهم ومستحقاتهم من الصندوق، حيث تم صرف ٨٠ شهرًا لجميع العاملين المستحقين حتي الذين مر علي اشتراكهم في الصندوق عام واحد، ولم ندر كيف تم هذا وعلمنا أنه في هذا العام كان لصالح خروج السكرتير السابق محمد موافي، وأسامه صادق عضو مجلس الشوري الحالي، متجاهلين حقوق المشتركين في الصندوق منذ أكثر من ١٤ عامًا من تاريخ إنشاء الصندوق منذ عام ١٩٩٣،
ويؤكد جلال محمد كيلاني محمد عبد العزيز أن تلك المبالغ المهدرة لصالح كبار المسؤولين الذين خرجوا علي المعاش، والتي جعلتنا نقاضي محافظ الشرقية، بعد أن بلغت قيمة المبالغ المصروفة للعاملين الذين خرجوا مع السكرتير العام السابق، والذي جاء بعده أكثر من ٧ ملايين جنيه، حيث إن المبلغ المتبقي بالصندوق لا يكفي لصرف مستحقات العاملين، الذين خرجوا لسن المعاش، أو حالات العجز، أو الوفاة، مما أوقف المسؤولين عن الصرف لهذه الحالات أكثر من ثلاث سنوات مضت.
ويوضح مختار عبد العظيم موسي أنه ومجموعة من زملائه عندما قرروا الخروج من الاشتراك بالصندوق طلب منهم رئيس مجلس الإدارة التوقيع علي إقرار بصرف نصف المستحقات فقط، بحجة تعثر الصندوق في سداد المستحقات، لافتًا إلي أنه حتي وإن كان هناك نوع من التعثر فيمكن التغلب علي هذه المشكلة، بتحصيل ٥٠ قرشًا عن كل حالة يجب الصرف لها من كل مشترك، وهذا كمقترح لزيادة الإيرادات بقيمة مليوني جنيه،
بالإضافة إلي الوديعة الموجودة، والتي تبلغ ٧ ملايين جنيه إلي الآن، مؤكدًا أن ما دفع إدارة الصندوق لاتخاذ هذا القرار صغر سن معظم أعضاء مجلس الإدارة الحالي، حيث يتبقي لمعظمهم ما يزيد علي ٥ سنوات للخروج علي المعاش، ولذلك فهم يريدون تقليل مصروفات الصندوق في الفترة الحالية حتي تزيد مدخراته، ويتمكنوا بعد ذلك من إصدار قرار آخر بزيادة الامتيازات التي يحصل عليها المشترك، والتي قد تصل إلي ١٠٠ شهر من الأجر الأساسي إن أرادوا ذلك،
ويؤكد معظم الموظفين المشتكين بالصندوق أن هناك عملية نهب منظمة، وإهدارًا للمال العام، وضياع مستحقات المشتركين حيث إن مجلس إدارة الصندوق اتخذ إجراءات إشهار الصندوق لتنمية موارده عن طريق استثمار أمواله في المشروعات.

الجمعة، فبراير ٠٢، ٢٠٠٧

حكمة اليوم

اللهم قني شر أصدقائي


أما اعدائي فإنا كفيل بيهم


علي بن ابي طالب

الخميس، فبراير ٠١، ٢٠٠٧

دعوة للمناقشة


الزميلات والزملاء الاعزاء

تقييم الماضي بموضوعية واستخلاص الدروس ضرورة من اجل أي بناء جديد
خاصة إذا كانت عناصر هذه الماضي لازالت مستمرة ولا زالت حريصة علي العمل المنظم
كان لدينا فى السبعينات منظمات شيوعية كبيرة مثل الحزب الشيوعي المصري 8 يناير وحزب العمال الشيوعي المصري ومنظمات المطرقة والمؤتمر تعرضت كلها للذوبان والتحلل بعد ان كانوا ملئ السمع والبصر.
تري ما هو السبب فى ذلك ؟ وما هي علاقة الذاتي بالموضوعي؟
اليس من المهم اجراء تقييم موضوعي لهذه التجارب للاستفادة من اسباب انهيارها لكي لا تتكرر ولكي لا نعيد نفس الاخطاء .
إم إننا من انصار مقولة الشيخ عمرو دياب
ما بلاش نتكلم فى الماضي
الماضي ده كان
كله جراح
قرأت تقييم لانهيار منظمة إلي الأمام المغربية ورأيت أن اعيد طرح فكرة تقييم ما مضي من اجل المستقبل
علشان نبني علي ميه بيضا
إلهامي الميرغني
ولي وطن آليت الا أبيعه
ولا أري غيري له الدهر مالكاً

اعادة البناء السياسي والتنظيمي لتجربة الى الامام“ - من وثائق منظمة الى الامام“
يوغرتن الباعمراني
لقد ساد الاعتقاد ولازال، لدى العديد من المهتمين بواقع الحركات السياسية المغربية وخاصة اليسار الجديد، أو الحركة الماركسية اللينينية كما كان متداولا انذاك، بأن هذه الاخيرة كفعل سياسي، وكتنظيم في منتصف عقد السبعينات على إثر الاعتقالات الكبرى التي مست تلك التنظيمات في سنة 1974، وان بعض التحركات السياسية التي كانت تظهر بين الفينة والاخرى، والتي كانت تحمل بصمات تلك الحركات لم تكن في واقع الامر سوى تمظهرات لفعل وممارسة بعض الحلقات المنفلتة من حملة الاعتقالات السابقة الذكر. التي ظلت تشتغل في دوائر محدودة ومغلقة، وبشكل معزول. الشيء الذي جعل من فعلها السياسي محدود التأثير، ولا يرقى بها الى مستوى التشكل كإطار تنظيمي بالشكل المتعارف عليه.والحال، أن واقع حركات اليسار السبعيني، وكذا الكيفية التي تطور بها في الواقع السياسي المغربي، قد أخذ منحى مغايرا لما كانت عليه في بداية انطلاقتها ومراحل فورانها في السنوات الاولى لنشأتها، كما تشهد على ذلك الاحزاب السياسية التي عرفها النغرب في تلك الحقبة التاريخية، مع تفاوت واختلاف في قراءة تلك التجربة.لقد خضعت هذه التجربة السياسية لتقييمات متباينة ومتعارضة أحيانا من طرف نفس التنظيمات التي اطلقت دينامية التأسيس، بحيث تراوحت آفاق هذه الصيرورة بين طموح الحفاظ على جدوتها الثورية مع التجديد والتطوير، وبين الاعتقاد بانسداد أفق هذه التجربة، وبالتالي انتهت باعتقال كل أطرها. وداخل هذا السياق العام، مارست منظمة "23 مارس" نقدا ذاتيا جدريا لتجربتها وتجربة اليسار الجديد عموما، وهو النقد الذي بدأت بوادره منذ سنة 1972 ولتكتمل معالمه في منتصف عقد السبعينات لدى قيادة المنظمة بالخارج، بحيث تبنت انذاك ما أسمته وقتها بخط النضال الديمقراطي، وهو الخط السياسي الذي تخلت من خلاله عن مواقفها الكلاسيكية التي ميزت مواقف اليسار الماركسي اللينيني المغربي، كالملكية والنظام السياسي، وقضية الصحراء وتبنت المسلسل الديمقراطي، والاجماع الوطني...وإذا كانت منظمة "23 مارس"، قد جعلها تقييمها للتجربة، تقطع مع التجربة اليسراوية كما كانت تسميها آنذاك، وفتح لها المجال للعمل في القانوني، فان تجربة منظمة "الى الامام" هي الأخرى، قد عرفت تقييمات مختلفة ومتعارضة. ولم تعرف معها انشطارات تنظيمية كما هو شأن منظمة "23 مارس"1، أسفرت إحدى تلك التقييمات عن انطلاق تجربة مغايرة منذ سنة 1979.تقييم تجربة "الى الامام" بين نزوعتصفية التجربة، وطموح انطلاقة جديدةلقد ظلت تجربة منظمة "الى الامام" التنظيمية والسياسية، متماسكة منذ انطلاقتها، بحيث حافظت على انسجامها، مقارنة ببقية تنظيمات اليسار ولم تعرف اختلافات سياسية سواء على مستوى الخط السياسي أو الايديولوجي ولا على مستوى التقدير السياسي للظرفية ومتطلبات المرحلة. ولقد ساعدها في ذلك هيكلها التنظيمي الحديدي، الذي مكنها من الاستمرار السياسي والتنظيمي خلال فترات القمع الشرسة الممتدة من بداية السبعينات الى سنة 1976، ولم تتم مساءلة التجربة، وتقييمها إلا في نهاية السبعينات، بعد الاعتقالات التي تعرضت لها المنظمة، والتي قوضت هياكلها التنظيمية، وشلت فعلها السياسي. لقد ولدت الانهيارات التنظيمية التي تعرضت لها المنظمة العديد مت التساؤلات السياسية حول وجوده السياسي وشرعيته التاريخية والموضوعية، وكذا ضرورة استمرارها، وامكانية تحقيق مشروعها المجتمعي في ظل الشروط التي كان يمر منها المغرب انذاك، وعلاقتها ببقية المكونات السياسية. إنها اسئلة محورية شكلت مفاصل التقييمات السياسية التي ستعرفها التجربة داخل زنازن السجن المركزي بالقنيطرة، وهي التقييمات التي ستتوزع على ثلاث وجهات نظر، يمكن ان نوجزها، مع التوقف، عند التقييم الذي سوف يطلق دينامية، إعادة بناء منظمة "الى الامام" موضوع مقالنا : أ – حل تنظيمات اليسار والعودة إلى حظيرة الاحزاب الوطنية.لقد انطلق هذا التقييم من الفشل التام لعموم فصائل الحركة الماركسية اللينينية بشكل عام ومنظمة "الى الامام" بشكل خاص، معتبرا أن دور اليسار الجديد يفقد المشروعية التاريخية والموضوعية، بحيث تحكمت في نشوئه النزعة الارادوية لفئة عريضة من الشبيبة المغربية العاملة والناشطة داخل الاحزاب الوطنية الديمقراطية، والتي تبنت الفكر الماركسي دون النزعة اليسراوية المغامرة، كما اعتبرت هاته الوجهة النظر التقييمية، أن فعل اليسار الجديد لم يكن في واقع الامر سوى ردة فعل انفعالية حول لحظة سياسية مأزومة، لم ترق الى مستوى الفعل السياسي المؤثر في مجريات الوضع الاسياسي داخل البلاد، الشيء الذي اضفى على نشاطها السياسي كما مارسته وقتذاك، سمة طفولية يسراوية، لا تقيم أي اعتبار للقوانين المتحكمة في بنية الصراع الاجتماعي داخل المغرب، ليخلص هذا التقييم الى ضرورة حل هذه التنظيمات، والعودة الى حضيرة الاحزاب الوطنية2.ب – حل التنظيمات اليسارية والالتحاق بالطبقة العاملة كأفراد ودعمهالبلورة حزبها الطليعي الثوري من داخلها :لقد انطلقت وجهة النظر التقييمية هاته، من منطلقات مغايرة للرأي السابق، بحيث اعتبر هذا التقييم أن المشروع السياسي والأيديولوجي، الذي نهضت عليه هذه الحركة الثورية، لازال مطروحا في جدول أعمال الحركة الثورية المغربية، ولازالت ضرورته السياسية قائمة، غير أن الأعطاب والانزلاقات التي حالت دون إنجاز المهام الثورية لدى الحركة الماركسية اللينينية المغربية، ومنظمة "الى الامام" بالخصوص هو اعتمادها على عنصر البرجوازية الصغيرة (المثقفين بشكل عام). والاشتغال في حقولها كالقطاع الطلابي والتلاميذي، وداخل الشبيبة المدرسية بشكل كبير، دون الانغراس في القلعات البروليتارية لبناء الحزب الثوري البروليتاري لإنجاز التغيير الثوري، لخلص هذا التقييم الى ضورة حل التنظيمات اليسارية، والتحاق مناضليها بالطبقة العاملة كأفراد، للمساهمة معها فكريا وسياسيا لبلورة حزبها الثوري من داخل صيرورة عملا، لانجاز مهام التغيير الثوري ذي الافق الاشتراكي.ج – ضرورة صيانة الرصيد التاريخي والكفاحي لليساروإطلاق دينامية إعادة البناء السياسي والتنظيميلمنظمة "الى الامام"إن هذا التقييم، وإن كان يتقاطع مع وجهات النظر السابقة في نقد التجربة، على أكثر من مستوى، فإن تحليله وتقييمه سوف لن يصل الى مستوى خلاصات تصفوية للرصيد اليساري الذي راكمته الحركة. لهذا فهو سينطلق من التمسك بجوهر الفكر الماركسي اللينيني، كفكر تحرري من كل أشكال الاستبداد والاستغلال، والتشبث بالمنظمة كأداة ثورية، للضرورة التاريخية للتغيير الثوري الذي كانت تقتضيه الظروف السياسية والمجتمعية، مع التأكيد، أن ولادة اليسار الماركسي لم تكن نتيجة إرادات ذاتية لمجمةعات شبابية معزولة، وإنما كانت نتاجا موضوعيا للتحولات التي عرفتها البلاد وقتذاك، وكذا الجمود السياسي الذي أصاب الاحزاب الوطنية، ولجنوحها إلى التفاوض السياسي مع الحكم على حساب التصاعد النضالي للحركة الجماهيرية.إن طموح هذا التوجه داخل منظمة "الى الامام" في إعادة بناء المنظمة، والتمسك بمشروعها الثوري الذي تأسست على قاعدته، سوف لن يخفي عن هذا التصور، البعد النقدي الصارم في الرؤية للتجربة. حيث سجل هذا التقييم انزلاق وانحراف التنظيمات من القواعد التنظيمية والسياسية المفترضة لإنجاز المهام. حيث ظلت هذه المنظمات وفق هذا التقييم أسيرة البرجوازية الصغرى، ولم تستطع تجاوز وضع التأسيس – وهو الوضع الذي كان يقتضي بقوة الواقع الموضوعي الانطلاق من الثقفين الثوريين داخل الشبيبة المدرسية والطلابية - وانتقال الاشتغال في عمق الطبقات الاساسية ذات المصلحة في التغيير (العمال والفلاحين). كما ربط هذا التقييم أزمة منظمة "الى الامام" وبقية تنظيمات اليسار، بالازمة العامة الخانقة التي تعيشها التنظيمات الثورية المغربية (الاختيار الثوري الذي ارتبط بالفقيه البصري).لقد حدد هذا التقييم أبرز مظاهر الازمة، في عدم قدرة التنظيمات الثورية على الصمود أمام القمع المسلط عليها خلال سنوات 1973-1977، وتعثرها في عملية اعادة بناء قواها الذاتية، وتوحيد نضالها ضد العدو المشترك، وضعف مواكبتها للتطورات التي عرفها الصراع الطبقي في نهاية السبعينات.ولقد حددت الوثيقة التقييمية لمنظمة "الى الامام" مظاهر أزمة هذه الاخيرة3 في كونها فشلت في انجاز المهام التي طرحتها على نفسها كالتجذر وسط الجماهير الشعبية، وعلى رأسها الطبقة العاملة، وتوحيد الحركة الماركسية-اللينينية في طريق بناء حزب البروليتاريا المغربي، والمساهمة في لف القوى الثورية والتقدمية من أجل توحيد كفاح الجماهير ضد أعدائها الطبقيين، وقد اضافت الوثيقة "أن الشروط أصبحت متوفرة أكثر من أي وقت مضى لإنجاز هذه المهمة" معتبرة أن المدخل المركزي لذلك هو إنجاز تقييم نقدي صريح لتجربة المنظمة منذ التأسيس، وذلك لمعرفة الاسباب الموضوعية والذاتية التي أدت الى الازمة الراهنة، ومن تسليط تلاضواء على الخط الايديولوجي، والسياسي، والتنظيمي للمنظمة. مع ضرورة التخلص من النظرة أحادية الجانب التي تعتبر خط المنظمة سديدا في جوهره، وأن أسباب الاخفاقات تكمن في عدم قدرة أعضاء المنظمة على استيعاب خطها وتطبيقه، وفي نفس الوقت يجب التصدي بكل حزم، لكل نظرة عدمية تنطلق من فشل المنظمة في بناء نفسها كمنظمة ماركسية-لينينية صلبة، وراسخة جماهيريا، لنفي الرصيد الايجابي الايديولوجي والتنظيمي، والسياسي والنضالي للمنظمة.وسيخلص هذا التقييم، بعد توقفه على الاعطاب والاختلالات السياسية والتنظيمية التي جعلت المنظمة لا ترقى الى مستوى انجاز طموحاتها السياسية، ومهامها في فترة السبعينات، الى إطلاق دينامية إعادة هيكلة التنظيم برؤية جديدة وعلى ضوء التحولات التي مست المجتمع، وهي المهمة المركزية لمنظمة "الى الامام" بعد هذا التقييم الاولي، والتي ستحدد في الشعار : إعادة البناء السياسي والتنظيمي لمنظمة "الى الامام" كمنظمة ماركسية-لينينية صلبة وراسخة جماهيريا، وهي عملية مزدوجة تربط فيما بين البناء التنظيمي، وبلورة الخط السياسي والايديولوجي والتدقيق فيهما، ربطا جدليا، على قاعدة برنامج عمل داخلي، واستيعاب التطورات والتحولات التي عرفها المجتمع المغربي، علاوة على التواجد والعمل داخل الطبقات الاساسية (الطبقة العاملة وصغار الفلاحين، وعموم الكادحين). وهي المهمة التي توجت بعقد الندوة الوطنية بالداخل في شهر فبراير من سنة 1983.وإذا كانت الندوة الوطنية المشار اليها أعلاه، لم تخرج على مستوى التصور العام السابق للمنظمة، وأكدت على بعض الثوابت الايديولوجية، وجوهر البرنامج السياسي الرامي الى التغيير الثوري ذي الافق الاشتراكي. كما بلورته الارضيات التأسيسية لمنظمة "الى الامام"، فانها مع كل ذلك حققت مكتسبات غاية في الاهمية، كاستبعاد بعض الاطروحات السياسية الاستراتيجية والتاكتيكية (حرب التحرير الشعبية الطويلة الامد – الشبيبة المدرسية كطليعة تاكتيكية – اعادة النظر في كيفية التعاطي مع الاحزاب الوطنية...) والخروج من أسر التكلس الفكري الذي أصاب الفكر الماركسي، وتشجيع إطلاق روح مبادرة الاجتهاد في المجال الايديولوجي وفق خصوصيات المجتمع المغربي وتطوره التاريخي، أما على المستوى التنظيمي، فقد أعادت الندوة الوطنية النظر في التصور التنظيمي وبسطت من تعقد الهيكل التنظيمي السابق وتخلصها من التدرج الهرمي، لترتبط البنى التنظيمية بشكل مباشر بحقول الاشتغال الجماهيري دون وسائط.إن أهم إنجاز تم تحقيقه من خلال هذه المرحلة من التطور السياسي لمنظمة "الى الامام"، هو إعادة هيكلتها التنظيمية والسياسية في حدها الأدنى، وهيكلة أجهزتها الوطنية والمحلية والقطاعية، كما وضعت اللبنات الاساسية للتجديد النظري والسياسي الذي ستعرفه منظمة "الى الامام" في عقد الثمانينات.التجديد الفكري والسياسي في خط "الى الامام"أ – التجديد على المستوى الفكري :تعتبر الاجتهلدات الفكرية والايديولوجية التي عرفتها منظمة "الى الامام" خلال هذه الفترة من أخصب الفترات في الابداع الفكري الخلاق، لقد استطاع التنظيم أن يتعاطى بشكل خلاق مع الواقع المغربي على مستوى الطرح الايديولوجي، بحيث تبلور خلال هذه المرحلة تصور ايديولوجي تجاوز التحديدات الطبقية الاقتصادوية، وأدمج بعض خصوصيات المجتمع المغربي، عبر تشكيله التاريخي، وتنوعه الثقافي، وتفاةته الجغرافي. أي استطاعت المنظمة أن تقارب المغرب في تعدده وتنوعه الثقافي. ولقد أدخل العامل الثقافي في تحليل المجتمع، وبالخصوص المسألة الاثنوية، ليس بالمفهوم العرقي، وإنما من المنظور الثقافي.إن كل هذا جعل المنظمة تؤسس لمعرفة وفهم عميقين حول المسألة الامازيغية كبعد من أبعاد الهوية الثقافية المغربية، كما أن إدخال العامل الثقافي بمفهومه العام ساهم في فهم الجذور التاريخية لتشكل الأمة المغربية، وهي المسألة التي لم تتوقف عند تأسيس الدولة الادريسة مع ادريس الاول، على اعتبار أن هذه المرحلة بداية لتشكل الامة المغربية كما هو متداول في التاريخ الرسمي، بل يعود ذلك التشكل الى الفــي (2000) سنة قبل ذلك.لهذا سوف تتجاوز منظمة "الى الامام" في تصورها النظرة الخاطئة للتاريخ المغربي التي تنطلق من تصور ممركز ويعقوبي للدولة "Vision centraliste et jacobine" ، معتبرة "أن الوحدة الحقيقية للوطن المغربي لا يمكن أن تنبني على نفي الخصوصيات الاثنو/ثقافية، وأن الارتقاء الى وحدة ترغب فيها حقا مختلف مكونات الشعب المغربي لا يمكن أن يتم فقط بواسطة مَركزة الدولة، بل إن هذا الارتقاء يتطلب معالجة ديمقراطية للخصوصيات لاتقتصر على الاعتراف بها كخصوصيات ثقافية لغوية أو اقتصادية/اجتماعية، بل تهيء كل الشروط لتنمية مستقلة ومتحررة من كل أشكال القمع والاضطهاد لهذه الخصوصيات التي تشكل مكونا أساسيا من تراث الشعب، وتعبر عن التنوع الخارق للعادة، والغنى الكبير للتراث التاريخي لشعبنا"4.لقد وصلت مقاربة الوضع بالمغرب بناء على التحليل السابق، الى تحديد بنيتين اجتماعيتين متفاوتتي التطور فيما بينهما، وكانتا محددتين في التشكل الثقافي/الاثني في المغرب، بنية تقليدانية، ارتبطت بمناطق (بلاد السيبة)، والتي تتطابق مع جزء من "المغرب غير النافع"، وهي المناطق التي استطاعت أن تحافظ على البنيات الاجتماعية القبلية الاساسية التي تشكل الملكية الجماعية لوسائل الانتاج (الماء والارض أساسا) قاعدتا المادية. إن نمط الانتاج هذا سوف يشكل الاساس المادي للثقافة الخاصة لهذه المناطق، كما شكل القاعدة المادية للخصوصيات الاثنو-ثقافية في مناطق "السيبة". وتوجد الى جانب هذه البنية التقليدانية، بنية اجتماعية متطورة عنها، والمرتبطة بما يمكن تسميته ببلاد "المخزن"، التي ستتعرض الى الانحلال والتلاشي، وهي المناطق الغنية بثرواتها الطبيعية، والتي برزت فيها أوليغارشيا قبلية انتصبت بفضل سيطرتها على تجارة القوافل، واستحواذها على الاراضي الجماعية، ستشهد هذه المناطق بروز الملاكين العقاريين الكبار التي ستشكل القاعدة الطبقية للمخزن5.وكخلاصة لهذا التحليل، يعتبر هذا التصور : "أن الأسس الموضوعية لنمو وعي طبقي توجد بالمغرب النافع، وأن وعي الجماهير في هذا الجزء من البلاد يتطور أساسا كوعي طبقي، وذلك رغم أن هذا الوعي لم يستطع لحد الآن أن يجد تعبيره السياسي الملائم. وعلى عكس ذلك، هناك عوامل موضوعية في المناطق الأخرى تجعل من الوعي الطبقي رغم كونه غير غائب، ومحجوب في كثير من الاحيان بوعي اثنو-ثقافي يشكل في كثير من الاحيان رد فعل دفاعي لسكان المناطق المهمشة، والخاضعة لسيرورة التصحر والتي تعاني ثقافتها، ولغاتها من احتقار الافكار السائدة. وإذا كانت الاسس المادية للخصوصيات الاثنو-ثقافية قد دمرت الى حد كبير من طرف الرأسمالية التبعية، لكن الذاكرة الجماعية ظلت حية والتشبت باللغة والثقافة الخاصتين يساهم في الحفاظ على التراث التاريخي المجيد حيا في أعماق القلوب... إن البديل لا يتمثل في الاعتراف بثقافات، ولغات هذه المناطق فقط، في نفس الوقت الذي تستمر فيه "اليد الخفية للرأسمالية" في تحطيم ما تبقى من هياكل اجتماعية جماعية، ومن تضامن ومساعدة متبادلين، وفي زرع اليأس وتفكيك مجتمع بأكمله واجتثاته من أرضه وإخضاعه لميكانزمات التهميش.إن البديل الوحيد يكمن في وحدة كفاح الجماهير الكادحة المضطهدة في هذه المناطق المهمشة من أجل الخصوصيات الاثنو-ثقلفية مع كفاح الطبقات الشعبية الاساسية، ومجموع الجماهير الشعبية في البلاد من أجل تحطيم السيطرة الامبريالية ةالاستغلال الرأسمالي، لكن التظافر الضروري بين هذن النضالين لن يحدث إلا إذا تبنت القوى الثورية الطموح العميق للجماهير الشعبية في المناطق المهمشة إلى حكم ذاتي يمكنها من إزدهار ثقافتها ولغاتها وشخصياتها الخاصة كمكونات قادرة على إخصاب وإغناء التراث المشترك لشعبنا في إطار جمهورية المجالس الشعبية.إن بنية الطبقات السائدة هي المسؤولة في نفس الوقت على الاستغلال والاضطهاد الطبقيين، وعلى تهميش وتصحر، وتفقير بعض المناطق واجتثات سكانها، وهنا بالذات يكمن الاساس للتداخل بين الصراع الطبقي والنضال من أجل الخصوصيات الاثنو-ثقافية"6.ب- التجديد على المستوى السياسي :لقد ترافق التجديد على المستوى الفكري والنظري العام، بتجديد بنية الفكر السياسي لدى منظمة "الى الامام"، تطلبت هذه العملية إعادة النظر في الخط السياسي والبرنامج العام.ولقد انطلقت هذه العملية من رؤية نقدية صارمة حول التجارب الماركسية في العالم، بغية تجاوز الدوغمائية والتحجر التي عرفتها الماركسية مع التجربة السوفياتية، والعديد من الاحزاب الشيوعية في العالم، حيث افتقدت منظومة الفكر الماركسي خلال هذه المرحلة الكثير من الحيوية والدينامية، لتصبح فكرا جامدا غير قادر على اطلاق المبادرات الخلاقة في الفكر والابداع.لذلك اتجه تفكير المنظمة الى الاستفادة من الاجتهادات النظرية في مجال الماركسية، وبالتالي سيتم التعامل مع الماركسية كمتودولوجيا للدينامية الاجتماعية ومن مفهوم البراكسيس وما يعنيه من تطور الفكر والنظرية من العمل الملموس دون الارتهان في سجن النظرية بشكل معزول. لذا سوف تعتمد المنظمة في الممارسة السياسية على التفاعل مع القوى الفاعلة والحية داخل المجتمع، ومن ثمة عمدت الى تطوير بنية فكرها السياسي، بارتباط مع تطور نضالها الثوري، بعيدا عن جمود الفكر الماركسي، والنمادج السياسية الجامدة، وكان من نتائج ذلك عدم السقوط في استنساخ التجارب الجامدة. حيث تم تجاوز نظرية الفوكو التي كانت سائدة في تجارب العالم الثالث، خاصة في امريكا اللاتينية، وهي النظرية التي تعتمد العمل الثوري المسلح الذي تقوده النخبة بشكل معزول عن الجماهير، وعلى العكس من ذلك اتجهت المنظمة الى العمل الثوري السري مع الكادحين، وفي اتجاه تنظيم الجماهير، وإشراكها في عملية التغيير الثوري،والذي قد يصل الى ممارسة العمل المسلح في الفترات المتقدمة من الصراع الاجتماعي والسياسي الذي سيعرفه المجتمع.وبناء على ذلك أصبحت الرؤية السياسية للمنظمة حول التغيير، عملية شاملة، يؤسس لها في المجتمع القائم مختلف الفئات والطبقات ذات المصلحة الحقيقية في التغيير الثوري، بواسطة تنظيمات الدفاع الذاتي المستقلة، في أفق المجتمع الديمقراطي كمرحلة ضرورية لبناء المجتمع الاشتراكي المنشود، بحيث سيحتل الحزب من خلال هذا الطرح والفهم دورا جزئيا ومكملا لدور تنظيمات الدفاع الذاتي الجماهيري في عملية التغيير.لقد استلهمت المنظمة جوهر تصورها هذا، من واقع التحولات البنيوية والسياسية التي عرفها المجتمع المغربي في نهاية عقد السبعينات وبداية التمانينات، وهي الفترة التي تمكنت فيها المؤسسات المالية الدولية من إخكام سيطرتها على المغرب بواسطة سياسة التقويم الهيكلي (1983)، وغيرها من الاجراءات السياسية الديمقراطية تتوارى خلف المشهد السياسي، وتقزم وجودها في حدود المؤسسات التمثيلية بشكلها المشوه. وسوف غياب المؤسسات الحزبية حضور قوي للشارع المغربي كقوة فاعلة ومؤثرة في المسارات التي كان يجتازها المغرب، وهو الحظور الذي اتخد شكل انتفاضات جماهيرية عارمة وعفوية، والتي أعطت مؤشرات قوية داخل المنظمة، وللمزيد من التدقيق في الخط السياسي، وكذلك التفاعل الايجابي مع المتغيرات التي يعرفها المجتمع آنذاك. في هذا السياق بدأ التفكير في كيفية استثمار هذه المقاومة الشعبية، وإدراجها كمعطى من المعطيات الضرورية التي يجب أن تجد مكانتها في أفق التفكير السياسي الاستراتيجي للتغيير الثوري، والذي وجد ترجمته العملية والاجائية في التدابير التنظيمية، للعمل في الاحياء الشعبية وتنظيم الامكانات المتوفرة داخلها في إطار المفهوم العام لتنظيمات الدفاع الذاتي. وكشكل من أشكال التنظيم الجماهيري المستقل، ولقد برزت ملامح هذا العمل في الانتفاضة الجماهيرية العارمة التي عرفها المغرب في مراكش والشمال في يناير 1984.كما عكس التطور السياسي الذي تراكم داخل المنظمة، البرنامج الذي افترحته هذه الاخيرة على القوى الثورية المغربية في شهر يناير 1991، وهو البرنامج الذي عكس نضج أفكار التنظيم حول الديمقراطية، وبالتحديد دمج مفهوم الديمقراطية المباشرة ودور المجالس الشعبية المبني على أسس ماركسية، مع المفهوم الآخر للديمقراطية المرتكزة على أسس احترام حقوق الانسان والتعددية الحزبية، وأيضا احترام الخصوصيات الاقليمية عن طريق اللامركزية ونوع من التسيير الذاتي للمناطق التي تتوفر على هذه الخصوصيات، وع احترام اللغة والثقافة الأمازيغيتين داخل هذا المشروع، أما الجانب الاقتصادي فقد حاول البرنامج أن يقيم جدلية بين التخطيط غير البيرقراطي الذي يسمى يالتخطيط التوجيهي الذي تتم بلورته بشكل ديمقراطي بإشراك جميع العناصر الفاعلة المرتبطة بالقطاع الاقتصادي من جهة، وبين السوق من جهة ثانية، ويرسم التخطيط التوجيهي استراتيجية التطور الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، التي تتبلور هي أيضا بطريقة ديمقراطية بين جميع ممثلي الشعب والقوى الاقتصادية، سواء الشغالين، أو أرباب العمل، أكانوا في القطاع العم أو القطاع الخاص، إن هذه الاستراتيجية، أي التخطيط التوجيهي هو بمثابة خطوط عريضة لتطور نشاط جميع الشركات، في المدن كما في البوادي، وكذلك بالنسبة لاستثمارات الدولة. إن هذا المفهوم يأخد بعين الاعتبار فشل التخطيط البيروقراطي الذي كان سائدا في أروبا الشرقية وفي نفس الوقت يأخد بعين الاعتبارات طبيعة حدود السوق الحرة المتوحشة، الذي لا يمكنه أن يساعد على تطوير بلدان العالم الثالث كما هو حال بلادنا.ولقد ركزت المنظمة في برنامجها الآنف الذكر على مسألة التأميم، مع منح تعويض أو بدون تعويض المجموعات الاساسية. إن التأميم كما طرحته منظمة "الى الامام" سيساعد الدولة، ليكون لها موقع أساسي في النشاط والتطور الاقتصادي، وذلك بشكل واقعي، وانطلاقا من نفس الروح الواقعية يطرح البرنامج العديد من المقترحات، تدور حول المواقف الوطنية والدولية، والتي تأخذ بعين الاعتبار المحيط الدولي، كإيجاد حل لقضية سبتة ومليلية، والعلاقات المستقبلية بين المغرب والمغرب العربي7 من جهة، وأروبا من جهة أخرى.كما تمكنت المنظمة من خلال هذه الفترة، من تقجيم مجموعة من الاضاءات والتدقيقات حول العلاقة بين النضال الاستراتيجي والتاكتيكي والتمفصل القائم بينهما، وكيف توصل التنظيم الى تحديد المافيا المخزنية التي تبلورت كقوة سياسية ومالية خارج مسلسل الانتاج، وأصبحت بارزة منذ سنة 1984، حيث اصبحت لوزارة الداخلية أهمية خاصة في الحياة السياسية والاقتصادية، عن طريق النهب والتهريب بمختلف أشكاله والاستفادة من الصفقات التجارية والاقتصادية من موقع السلطة من طرف كبار المسؤولين في العمالات والبوليس والدرك. ومن هؤلاء تتكون المافيا المخزنية التي اصبحت على مسافة من الطبقات السائدة. فبناء على هذا التناقض، وكذا التناقضات التي تطورت داخل جهاز الدرك نفسه والجيش، وصلت المنظمة الى خلاصة أساسية حددت على أساسها مهمة اعتبرتها مركزية في شروط تلك المحطة وهي عزل المافيا المخزنية برموزها في أعلى هرم السلطة السياسية بالبلاد، وهي مهمة قد تستقطب فئات متضررة من واقع ابتزاز المافيا المخزنية ومن داخل الطبقات السائدة. ولإنجاز ما أسمته المنظمة بالاختراق الديمقراطي حددت منظمة "الى الامام" هذه المهمة، دون أن تغفل برنامجها الديمقراطي الذي يساير المتطلبات اليومية لعموم الشعب المغربي، والمطالب الآنية8، معتبرة أن هناك تمفصلا بين هذا البرنامج، وبين مشروع تأسيسجبهة الثوريين المغاربة وغير متناقضين، لأن هذا الأخير (أي البرنامج الثوري) سيتيح إمكانية توضيح الآفاق التي بدونها سيبقى البرنامج الآني مهددا بالانزلاق في مطلب الاصلاحية، والتي لا يمكنها تكسير بنيات التبعية، والاضطهاد والتقدم نحو الديمقراطية الحقيقية. لذا سيفتح البرنامج الثوري أفق إنجاز المهام، وتحقيق الأهداف في مداها الأقصى، وبالتالي فإذا كان المشروع الثاني سيتيح اختراقا ديمقراطيا، فانه بالضرورة سيصطدم بدينامية الى الوراء لبنية الطبقات السائدة التي تعيق أي تطور نحو الديمقراطية. وهذه الدينامية النضالية، ستفتح هي الاخرى دينامية متجددة ستشق الطريق الثوري الى نهايته، والذي سيؤدي الى تحقيق البرامج الكفيل حقا بالاجابة بشكل ناجع على الاشكالات الملموسة للمجتمع المغربي، والاستجابة للطموحات التحررية والديمقراطية لشعبنا.الخلاصةلقد انطلقت عملية إعادة البناء السياسي والتنظيمي لمنظمة "الى الامام" في ظروف ذاتية وموضوعية استثنائية ومغايرة كلية لسنوات التأسيس، التي عرفت فورة تنظيمية وسياسية، لما أضافته هذه الحركة من تجديد في المشهد السياسي المغربي في تلك الفترة، ولراديكالية عموم تنظيمات اليسار، وكتحد تاريخي للسلطة السياسية القائمة. غير أن استمرارية منظمة "الى الامام" في لإطار عملية إعادة البناء السياسي والتنظيمي، قد تمت في ظروف سياسية بالغة التعقيد، بحيث بوشرت هذه العملية في ظروف قمع شامل قوض البنى التنظيمية للمنظمة، واعتقال شبه كلي لأطرها، وفي ظروف انحسار المد الثوري في العالم، وأزمة الفكر الماركسي، الشيء الذي جعل من تلك المهمة المركزية تأخد طابع البناء الداخلي بعيدا عن حركية الفعل السياسي في معمعان النضال الجماهيري، مما قلص من قوة إشعاعها السياسي كما كانت عليه في السنوات الاولى لهذه الحركة. وعلى الرغم من كل هذه الاكراهات، فلقد مكنت عملية إعادة البناء السياسي والتنظيمي لمنظمة "الى الامام" ضمان استمرارية التنظيم بقوة تفكير الثوري كأفق، مع إطلاق دينامية للتجديد الفكري والسياسي، وإعادة فهم المغرب، في خصوصية تشكله التاريخي والحضاري، والثقافي، وأعطت فهما جديدا للديمقراطية بأبعادها الشاملة التي تعيد للانسان المغربي الاعتبار، وتمنحه السيادة في تقرير شأنه اليومي، ومصيره السياسي.**إن هذه الاجتهادات التي تبلورت، عبر تفكير عميق داخل منظمة "الى الامام" والتي لامست العديد من القضايا المتعلقة بالهوية المغربية، وتاريخ الأمة والعلائق الناظمة للمجتمع، وغيرها من الإشكاليات، والتي شكلت أسس تفكير جديد، لم تلق للأسف من ورتة الثرات الفكري والسياسي لمنظمة "الى الامام" المزيد من التدقيق والتطوير والاضافة.
-------------------------------------------------------------------------------
هوامش :
1- لقد انشطرت منظمة "23 مارس" على اثر الاعتقالات، الى فصائل وتنظيمات مختلفة، ك "23 مارس الخارج"، التي ستتحول فيما بعد الى "منظمة العمل الديموقراطي الشعبي"، و"رابطـــة الثوريين المغاربة"، و"23 مارس الداخل" التي حافضت على الخط القديم.2- لقد وردت الخلاصات الجوهرية لهذا التقييم في بيان صدر عن بعض المناضلين وأطر قيادية للمنظمة في سنة 1980، وهو البيان الموجه الى الشباب المغربي.3- وثيقة داخلية : "البرنامج الوطني : وضعية المنظمة والمتطلبات العاجلة لإعادة البناء". اللجنة الوطنية 23 سبتمبر 1979.4-الخصوصية الاثنو-ثقافية في المغرب : الاسس التاريخية. النهج الديمقراطي ع60 - 20 فبراير 20015-نفس المصدر6- نفس المصدر7- كان حريا بالمنظمة وتماشيا مع ما سبق حول "الاثنو-ثقافة" عوض "المغرب العربي" أن تقول "المغرب العربي-الامازيغي"8- أنظر : " وثيقة العمل الديمقراطي الجماهيري" العدد الاول من مجلة "الى الامام" الصادرة في فرنسا- أبريل 1992.