egyption1

الخميس، فبراير ٠٨، ٢٠٠٧

عاش كفاح الطبقة العاملة


سألنا أطفال العمال المعتصمين بابا.. فين؟ محمد: بابا عنده واجب!.. وشادي أخرج صورة من جيب الجاكتة وقال: بابا أهه!خلود: عايزة أقول لبابا أنا وقعت علي راسي يوم الأحد اللي فات.. وأحمد: أنا فخور بوالدي.. وخايف من الحسد

خلود ممدوحكل بيوت العمال التي دخلناها في كفر الدوار كان فيها أطفال صغار.. وغالبيتهم بالتأكيد لا يعرف معني اعتصام ولا يفهم ما تعنيه كلمة إضراب.. كل ما يعرفونه أن آبائهم ذهبوا إلي الشركة ولم يعودوا.. سألت محمد ـ 6 سنوات ـ نجل أحمد الديب أحد العمال المعتصمين بكفر الدوار: بابا فين يا محمد؟ فقال: بابا في الشغل وتأخر هناك. قلت: تأخر ليه؟ فقال: أمي بتقول إنه تأخر علشان عنده واجب.. سكت محمد ـ التلميذ بالصف الأول الابتدائي،
وقال كأنه تذكر شيئاً مهماً: هو بابا بياخد واجب يا عمو زي ما إحنا بناخد واجب في المدرسة.
»شادي« ـ 10 سنوات ـ نجل محمود إبراهيم ـ أحد المعتصمين ـ طرحت عليه نفس السؤال: بابا فين؟.. فصمت لحظة ثم أخرج صورة والده من أحد جيوب جاكت قديم يرتديه وقال:
ـ بابا أهه
قلت: دي صورته.
ـ فقال: دي الصورة وبابا الحقيقي في الشغل علشان يجيب لنا فلوس.
قلت: وانت عايز الفلوس ولا بابا؟
ـ فقال علي الفور: عايز بابا علشان ياخدني نصلي في المسجد زي ما كان بيعمل.
خلود ـ 5 سنوات ـ كريمة العامل ممدوح إبراهيم أجابت علي سؤالي: أنا مش عارفه بابا فين.. من يوم السبت مجاش من الشغل.. وأنا عايزه أقوله وأنا وقعت علي راسي ونزل مني دم يوم الأحد اللي فات.. بس دلوقتي بقيت كويسة.
أما إيهاب ـ 9 سنوات ـ نجل العامل محمود إبراهيم فقال: بابا في الشغل.. ثم توقف عن الكلام بعدما لمح زوجة عمه تقرأ ما نشرته الوفد عن إضراب عمال كفر الدوار، وبسرعة قفز إلي جوارها وقال: هوه بابا في الصورة دي؟.. ولأنها لم تجبه فراح يدقق النظر في الصورة وقال: لا مش فيهم.
ولأن أحمد ـ 15 عاماً ـ نجل السيد البحيري ـ يدرك تماماً بحكم عمره ـ ما يجري في شركة غزل كفر الدوار، كانت كلماته ذات معني ومغزي.. قال أحمد: أنا فخور بوالدي.. فأنا أشعر بعد انضمامه للعمال واعتصامه معهم أنه رفع رأس الأسرة كلها.. وحاسس إن الناس بيحسدوني لأن ربنا أعطاني أب راجل بمعني الكلمة.. راجل يقدر يقول »لا« في وجه الظلم.. ويقدر يرفض الحال المايل.
وأضاف: أذكر مرة أن بابا قال لي إن عمال شركة كفر الدوار يتعرضون للظلم منذ عام 1984 ولما نشرت جريدة »الوقائع المصرية« قرار رئيس الوزراء بصرف شهرين سنوياً كأرباح لكل العمال، يومها قال لي خلاص الحمد لله الظلم هينزاح عن عمال كفر الدوار، ولكن للأسف الحال ظل كما هو ولم يتغير ولما الأمور توصل لمخالفة قرار رئيس الحكومة ولظلم عمال ليس لهم في الدنيا إلا رواتبهم البسيطة.. لما الأمور توصل للحد ده.. لازم يكون للرجال الشرفاء والأحرار وقفة، وهذا ما يفعله عمال كفر الدوار المعتصمون.. وربنا معاهم
.
8/2/2007جريدة الوفد