egyption1

الثلاثاء، فبراير ٢٠، ٢٠٠٧

العنصرية تنتشر مجددا في الولايات المتحدة بصورة منظمة


العنصرية تنتشر مجددا في الولايات المتحدة بصورة منظمة

جوسلين زبليط

ميدل ايست اونلاين

منظمة كو كلاكس كلان تستغل الجدل حول الهجرة غير الشرعية لتعود للظهور بشكل 'مخيف' بين أوساط الشعب الأميركي.

تغتنم منظمة كو كلاكس كلان العنصرية التي وصل عدد اتباعها الى خمسة ملايين في العشرينات وسجلت صفحة دموية في تاريخ العنصرية في الولايات المتحدة، الجدل القائم في هذا البلد حول موضوع الهجرة لتجنيد عناصر جدد والدخول الى ولايات لم يكن لها حضور فيها حتى الان.
واظهر تقرير اصدرته "رابطة مكافحة التشهير" للدفاع عن الحقوق المدنية في وقت سابق من شباط/فبراير ان المنظمة "عادت الى البروز بصورة مدهشة ومخيفة" خلال العام الماضي في ظل عوامل عدة ابرزها النقاش المحتدم حول المهاجرين غير الشرعيين الوافدين الى البلاد.

وقد قارب عددهم 11 مليونا معظمهم قادمون من اميركا اللاتينية.

واوضحت ديبورا لاوتر المسؤولة في الرابطة ان منظمة كو كلاكس كلان "بارعة في استغلال موضوع ساخن واستخدامه لاجتذاب اعضاء جدد".

واضافت ان "احد الامور التي تثير مخاوفنا هي ان المنظمة تظهر في مناطق لم يكن لها فيها موطئ قدم في ما مضى".

وهذا ما يحصل في ولايات ميريلاند ونيو جيرزي وبنسلفانيا شرق الولايات المتحدة وفي ولايتي ايوا ونبراسكا في الوسط.

وتابعت المسؤولة "لحسن الحظ لم نسجل تزايدا كبيرا في الاحداث المرتبطة بالكراهية لكننا نخشى ان تجذب المنظمة اشخاصا ميّالين الى العنف".

ويشير الخبراء الى ان عودة المنظمة الى الظهور يتزامن مع تزايد عدد المجموعات العنصرية والمعادية للمهاجرين في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس الاخيرة.

وقال مارك بوتوك من مركز الجنوب القانوني لمكافحة الفقر (ساوذرن بوفرتي لوو سنتر) "ثمة اكثر من 250 مجموعة جديدة معادية للهجرة تشكلت في هذا البلد منذ نيسان/ابريل 2005"، مشيرا الى ان هذه المجموعات "انتشرت بشكل سريع وواسع".

واضاف ان "كل استطلاعات الرأي تشير الى ان ثلاثة ارباع الاميركيين يعتقدون انه ينبغي القيام بشيء ما حيال موضوع الهجرة والمسألة في نهاية الامر هي قضية عنصرية"، موضحا "اننا نتحدث عن مهاجرين سمر وليس عن مهاجرين فرنسيين او ايرلنديين وبالتالي فان هذه القضية تناسب منظمة كو كلاكس كلان".

وسجلت اخيرا حوادث ذات مدلول عنصري نسبت الى كو كلاكس كلان، وقع احدها في كنتاكي واستهدف عائلة مهاجرين متحدرين من الاكوادور تقيم بصفة شرعية في الولايات المتحدة.

وقد نصب المهاجمون امام منزلها صليبا مشتعلا وهو من رموز المنظمة العنصرية، وتركوا لافتة تقول ان المهاجرين غير مرحب بهم في الحي.

وقالت لاوتر "ان هذه الاحداث مروعة ولو انها معزولة".

واقر فيل لوسن المسؤول عن "اتحاد فرسان الشمال والجنوب" في كو كلاكس كلان في رسالة الكترونية بان المنظمة تشهد انتشار بوتيرة مدهشة، بدون ان يورد ارقاما محددة.

وكتب في الرسالة ان "الناس يشعرون ان الحكومة تخلت عنهم ويبحثون عن سبل لوقف هذا الاجتياح غير الشرعي للمتحدرين من اميركا اللاتينية من خلال المكسيك".

واضاف لوسن ان منظمته لا تعتزم تكرار "تاريخها السلبي" بل تسعى لتحقيق اهدافها بوسائل غير عنيفة.

وقال "ننوي مكافحة الهجرة غير الشرعية بالوسائل الشرعية والسياسية".

وظهرت المنظمة المعروفة باحرفها الاولى "كاي كاي كاي" عام 1866 .

وقد اسسها مقاتلون قدامى من الحرب الاهلية الاميركية يتحدرون من الاتحاد الجنوبي المهزوم وكان يدعو الى تفوق العرق الابيض ويرهب السود من خلال تنفيذ عمليات مطاردة وقتل واعمال عنف.

وبلغ عدد اتباعها خمسة ملايين عام 1925 وكان في صفوفها سياسيون وعضو في المحكمة العليا، وكانت تستهدف ايضا المهاجرين الايرلنديين والالمان الذين كانت تتهمهم بسلب وظائف الاميركيين.

ويقدر عدد اعضاء المنظمة العنصرية ما بين ثلاثة الاف وستة الاف شخص في الولايات المتحدة منذ نهاية السبعينات.