egyption1

السبت، أبريل ٠٧، ٢٠٠٧

الصحف الامريكية والتعديلات الدستورية

مصر وتكريس الاستبداد
وليام ماكلين



حكم الرئيس المصري حسني مبارك مصر بقبضة فولاذية خلال الستة وعشرين عاما الماضية الآن قرر أن يحول قوانين الطوارىء الى قوانين دائمة من خلال ما اطلق عليه التعديلات الدستورية.

الاستفتاء المخجل الذي جرى الاسبوع الماضي أقر تلك التعديلات التي تحمل في طياتها الكثير من القيود على الحريات المدنية الرئيس مبارك لم يعد بحاجة إلى اجراءات قضائية اضافية من أجل فعل ما يشاء من اعتقالات وتفتيش أو تنصت بل اصبح يملك من السلطات ما يمكنه من فعل أي شيء يريد.
القوانين الجديدة ستضعف من الرقابة على الانتخابات مما سيؤدي الى تقوية سلطات الرئيس وتسهيل نقل السلطة لابنه جمال.
الجهاز القضائي الذي يتمتع باستقلالية نسبية سيوضع على الرف وستتم الاستعانة بدل ذلك بما اطلق عليه «اللجنة العليا» من أجل مراقبة العملية الانتخابية والتصويت وبإمكان مبارك الآن حل البرلمان دون أن يلجأ لتنظيم استفتاء، الأكثر من ذلك أن الاحزاب السياسية القائمة على الدين قد حظرت نهائيا والمقصود بها بالدرجة ا لأولى حركة الإخوان المسلمين أقوى جماعة للمعارضة في مصر.
إننا لا نشجع أي نوع من انواع التطرف ولكن حركة الاخوان لا تدخل ضمن التنظيمات المتطرفة.
لقد أصبحت حركة الاخوان المسلمين قوة لا يستهان بها وانفض الناخبون من حول الاحزاب العلمانية بسبب سهولة السيطرة عليها أصبح بمقدور النظام ان يمنع الناس من التجمع في المساجد ولا يخفى على أحد أن محاولات البطش السابقة بالاخوان المسلمين ادت الى زيادة شعبية الحركة.
من أجل اعطاء الشرعية لهذا الانقلاب الدستوري سارع النظام بطرح التعديلات في استفتاء شعبي بعد اسبوع واحد فقط من اقرارها من قبل البرلمان الذي ناقشها ثم «بصم» عليها.
وأعلنت نتائج الاستفتاء وكانت بطبيعة الحال هي «نعم» وبنسبة 9‚75% وقيل أن نسبة الاقبال على المشاركة كانت 27% في الوقت الذي أكدت أحزاب المعارضة أن النسبة لا تتعدى في أحسن الظروف 5% وذلك بسبب دعوة أحزاب المعارضة للناخبين بمقاطعة الاستفتاء.
وصفت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التعديلات بأنها «مخيبة للآمال» نفس هذا الوصف يمكن أن يطلق ايضا على انتقاداتها التي جاءت مهادنة للنظام.

إن انقضاض النظام المصري على الحياة الديمقراطية سليحق اضرار بالغة بمصداقية ادارة بوش في الشرق الاوسط.
إن إظهار التسامح تجاه الانظمة الاستبدادية من أجل «الاستقرار» يعني أن الليبرالييين سيستمرون في الخسارة
.