egyption1

الأحد، مارس ١١، ٢٠٠٧

أيها اليساريون .. لا اقتنع بما تقولون

أيها اليساريون .. لا اقتنع بما تقولون
لكم أفكاركم ولي أفكاري



أيها الواقفون علي حافة المذبحة
اشهروا الأسلحة
سقط الموت ، وانفرط القلب كالمسبحة
والدم انساب فوق الوشاح!
المنازل اضرحة،
والزنازن اضرحة،
والمدى أضرحة
فارفعوا الأسلحة
واتبعوني !
أنا ندم الغد والبارحة
رايتي عظمتان .. وجمجمة ،
وشعاري الصباح!

أمل دنقل

يعتقد بعض اليساريين أن لديهم أفكار جديدة وحديثة تناسب الواقع فى الألفية الجديدة وان بعض الأشخاص الأصوليين الماركسيين لم يطوروا أفكارهم ولا يتابعوا أفكار الألفية الجديدة والعولمة.

لا تقل اشتراكية بل قل اجتماعية ، ولا تقل تطوير الوعي العمالي بل قل الارتباط بالوعي العمالي فى وضعه الحالي ، وناضل من أجل أن تستكمل الرأسمالية مهماتها ، ولا تسعي لإقامة حزب حديدي حتى لا تتهم بالستالينية واعمل لبناء كيان هلامي سميه حزب من نوع جديد. هكذا تكون من أصحاب الأفكار الكاجوال وتعتبر يساري متطور موضة 2007.

أيها اليسار كم من الجرائم ترتكب باسمك ، أن توسيع المفهوم اليساري ليصبح ثوب فضفاض يضم من كل زوجين اثنين مثل سفينة نوح ليس تطور وليس تحديث. أنه تهييس أو .... أو أي شئ آخر لن يقود سوي للمزيد من العزلة والمزيد من العجز.

إن هذه المشكلة لا تواجهنا في مصر فقط بل هي اتجاه عالمي يعاني منه اليسار العربي والدولي والأفكار التي يعتبرونها حداثية قتلت بحث من أيام لينين وحتى أيام خليل كلفت ورجائي طنطاوي والعديد من المفكرين الماركسيين العرب والعجم.

يقول الرفيق سلامة كيلة فى مقدمة كتابه ( الماركسية والواقع الراهن ـ بصدد رؤية مختلفة للعالم ) " يجب أن تستعيد الحركة الماركسية دورها الثوري . وأولا يجب أن تستعيد الماركسية دورها ككاشف لحركة الواقع ، وكمنظر لها ، وبالتالي كمحدد لرؤية تهدف لتحقيق التغيير "

إننا بحاجة لإعادة تعريف مفهوم اليسار حتى لا يختلط الحابل بالنابل وحتى لا نضيع الوقت فى مشاريع تستنزف طاقاتنا وجهودنا ولذلك اعتبر نفسي لست يساري مطلق ولكني خاضع لمحددات رئيسية منها :
ـ إنني لازالت اعتقد بصحة أفكار ماركس وانجلس ولينين كمفكرين عظماء قدموا رؤية لمنهج علمي ولم يقدموا نظرية مكتملة أو عقيدة جامدة وعلينا كل في بلاده استخدام هذا المنهج وما حدث من تطورات عليه مرتبطة بتطور الرأسمالية العالمية وتطور العلم والتقنية لبناء رؤية للثورة في كل إقليم تبعاً لظروفه مع ربط الكفاح الوطني بالحركة العالمية المعادية لليبرالية المتوحشة.
ـ إنني لا زلت اسعي من أجل الاشتراكية كهدف استراتيجي اسعي إليه من أجل العدالة والحرية لكل الكادحين وان الديمقراطية التي ابحث عنها ديمقراطية اجتماعية ترتبط بإعادة توزيع الثروة والدخل فلا حرية فى ظل الفقر والبطالة، والحرية الليبرالية هي حرية الرأسمالية والرأسمالية ذات العباءة الأصولية.
ـ إنني أري أن الرأسمالية استنفذت دورها التاريخي وان قيادة حركة التغيير والتنوير والتقدم لا بد أن تتم بقيادة الطبقة العاملة وحزبها الثوري وبقيادة كل الكادحين القادرين علي إحداث التغيير الجذري والقضاء علي أشكال الإنتاج المتخلف وبناء اقتصاد حديث يتمتع بأقصى مشاركة ورقابة شعبية.
ـ يحتاج التغيير إلي حزب ثوري يضم كل الكادحين ويتبنى فكر الطبقة العاملة أكثر الطبقات راديكالية فى عدائها مع الاستغلال الرأسمالي ، حزب ماركسي يسعى لبناء الاشتراكية وهو جزء من حركة مناهضة العولمة الليبرالية المتوحشة.حزب جماهيري يضم قطاعات عريضة من الحركة الجماهيرية التي تتبني مواقفه وبرنامجه.
ـ إن ما حدث فى الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية حلقة ضمن سلسلة التطور الإنساني من اجل العدالة والحرية كانت بها ايجابيات يجب تطويرها وسلبيات يجب دراستها لتجنبها.إن بناء الرأسمالية وانفرادها كنمط إنتاج استغرق عدة قرون وكذلك الوصول للاشتراكية لن يتم بضرية قاضية ولكنه يحتاج لمراحل متتالية وتغيرات متتابعة فى المركز الرأسمالي والدول التابعة من اجل تعديل شروط التبادل الدولي لتكون أكثر عدالة والتصدي للمصالح الضيقة لعابرات القوميات ومن اجل بناء عالم خالي من الحروب والفقر.

لذلك يجب ألا نتحدث عن يسار واسع فضفاض لن يغير شئ سوي اجترار الألم وإعادة إنتاج الأزمة ، إننا بحاجة ليسار اشتراكي ماركسي يسعى لبناء مستقبل أفضل للبشرية . وأنا مع كل من يتفق مع هذه المبادي الرئيسية ولست علي استعداد لإضاعة الوقت في بناء مشاريع فشل جديدة.

يا شرفاء اليسار اتحدوا

إلهامي الميرغني
11/3/2007
eme55@hotmail.com