egyption1

الأحد، يناير ٢٨، ٢٠٠٧

الخصخصة فى كل مكان

عمال الفوسفات فى الأردن يواجهون رياح الخصخصة
إن الهجمة الحالية علي المكتسبات العمالية تشمل كل العالم الثالث
لذلك يجب أن يتضامن المتضررين واصحاب المصالح المشتركة لمواجهة سياسات الليبرالية الجديدة
ارفعوا ايديكم عن عمال شركة الفوسفات الاردنية
بلال العقايلة
بعد ان تجردت محافظة معان من كافة منشآتها ومشاريعها الاقتصادية والتنموية لم تلبث ان طاردها شبح الليبرالية الجديدة التي تغولت على منشآتها وثرواتها فوقعت هذه المحافظة ضحية لتلك الصفقات التي ابرمت من خلف ظهر الشعب الذي بدأ يجني ثمار تلك السياسات الاقتصادية وعلى رأسها الخصخصة التي اطاحت بمقدرات الوطن عندما بيعت هذه الثروات والمؤسسات بابخس الاثمان وما صفقة بيع شركة الفوسفات الاردنية مؤخرا الا خير دليل على تلك السياسات المتغولة والتي اجهزت على ما تبقى من ثروات الشعبوذلك بعد ان بيعت تلك الشركة بواقع اربعة دولارات للسهم الواحد في حين ان السهم الواحد يفوق ذلك السعر بعشرات الاضعاف ما يعني ان ثمة تواطؤا قد دبر بليل مع الشريك الاستراتيجي الذي ليس له هم الا تحقيق اقصى الارباح ولو كانت على حساب اقوات الشعوب التي تكدح ليل نهار وليس لها حظ من ذلك الا الاستغلال الفاحش لقوة عملها ثم الفصل التعسفي من العمل اذا شاءت الارادة الليبرالية ذلك كما وقع قبل نحو اسبوع بحق ستين عاملا من ابناء محافظة معان هؤلاء العمال الذين طالما قدموا وانتجوا وشيدوا هذه المؤسسات الضخمة على اكتافهم وبجهودهم المضنية لتاتي البرجوازية على حين غرة لتقذف بهم الى قارعة الطريق غير آبهة بمصير هؤلاء الكادحين ومصير عوائلهم هؤلاء العمال الذين باتوا ضحية السياسات التبعية والاستبداد الاداري الذي وضعهم ما بين سندان الرأسمال الاجنبي ومطرقة النقابات والادارات المحلية الفوقية والتي آخر ما تفكر به هو العامل ومصيرههذا العامل الذي تعتبره تلك الادارات اداة طيعة في يدها تستخدمه كيفما تشاء وتلفظه متى تشاء بعد ان تمتص عرقه ودمه لتتركه يسبح في بحر من المآسي والويلات يصارع مصيره المحتوم اما الموت او التسول عند ابواب خلق اللههؤلاء العمال الذين جرى فصلهم من العمل هم الوعاء الحقيقي لهذا الوطن والمنتج لثرواته والرافد الاساسي لاقتصاده وهم ايضا النصير الحقيقي اذا ذكت نار المحن والازمات وعليه فليس من حق احد كائن من كان ان يعبث بقوتهم وقوت اولادهم مهما كانت الاسباب او يمنع عنهم رغيف الخبز الذي بات حلم العامل المسكين الذي اعطى وطنه الكثير ليكون حظه من ذلك الجحود والنكران من قبل تلك الفئات التي ليس لها هم الا تكديس الثروات ... اما وان هذا الوطن بات يلفظ الابناء ويقرب الغرباء وينتصر للاقوياء من الضعفاء فلا غرابة ان ذلك سيذكي نار الشحناء والبغضاء بين صفوف الشعب الواحد ويقتل الروح الوطنية عند ذلك العامل الكادح الذي لم يعد يقوى على ايجاد مكان مشرف تحت شمس وطنه.