egyption1

السبت، أكتوبر ٠٧، ٢٠٠٦

غلاء المعيشة هجوم على العمال وكل الكادحين لن يوقفه غير نضالهم الموحد


وجهت الدولة البرجوازية بالمغرب ضربتها المقوضة للقدرة الشرائية للجماهير الكادحة، وسدت أذانها عن المطالبات المتكاثرة بالتراجع عنها، وجندت قوات القمع لمن يخطر على باله ان يرفض الزيادات بالتعبئة والاحتجاج. انه عدوان سافر تقف قيادات المنظمات العمالية لحد الساعة حياله موقف المتواطئ بامتناعها المقصود عن أي تحرك، فباستثناء بعض الفروع النقابية المنخرطة في حركة تنسيقيات مناهضة غلاء المعيشة التي بدأت بالعديد من المواقع، تصر القيادات العليا على مسايرة الحكومة في "حوار اجتماعي" لم يكن فيه للوزير الاول ما يقدم غير صدقة رفع طفيف لسقف الاجر المعفي من الضريبة، وهو اجراء لا يعني ملايين الكادحين ممن لا دخل خاضع للضريبة لديهم، ولا حتي أي دخل كان، والمكتوين مع ذلك بنار الاسعار.وسيتصاعد انهيار القدرة الشرائية للكادحين لان الحكومة ستواصل تعميم الضريبة على القيمة المضافة وترفع نسبها، لانها جعلت منها احدى الادوات الرئيسية لتعويض مواردها المالية الزائلة بفعل التبادل الحر والخوصصة وما الى ذلك من سياسات نيوليبرالية لا تفيد غير اقلية بالغة الصغر. كما تصر الحكومة على رفض رفع الاجور وحدها الادنى القانوني بعد أن ألغت عام 2004 قانون الزيادة في الأجور بقدر ارتفاع الأسعار (السلم المتحرك للأجور)، وتتغاضى عن مئات الوف العمال غير المسجلين بالضمان الاجتماعي، وعن انتهاك أرباب العمل لقوانين الشغل وعدم التزامهم بالأجر القانوني، وعن فرط استغلال النساء والأطفال، وعمال الزراعة، وتهدي الشباب الخريج كيد عاملة رخيصة لأرباب العمل بأجور لا تسد الرمق وبدون حماية اجتماعية. هذا كله بينما يحقق البرجوازيون أرباحا طائلة وفق ما نشرته الصحافة مؤخرا عن نتائج النصف الأول من 2006. فماذا تنتظر قيادات النقابات العمالية للاضطلاع بواجب توحيد القوى العمالية وتعبئتها للرد على تعديات أرباب العمل وحكومتهم؟ وتمثل الدعوة الى الاضراب العام اول واجباتها في لحظة العدوان الغاشم هذه. وحدها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان استحقت اسمها بالدعوة إلى أسبوع وطني للاحتجاج ضد الغلاء، مسفهة كل ادعياء وهواة "الدفاع عن حقوق الانسان"، ومحرجة المعنيين بالدفاع عن قوة العمل. لقد طال تراجع الحركة النقابية، والشعبية، وضاعت مكاسب اجتماعية عديدة، واخرى سائرة الى نفس المصير. فلنجعل من التصدي لهجوم غلاء المعيشة رافعة لانعاش حركة النضال النقابي والشعبي. ان دور المناضلين، ونار الأسعار تتأجج، أن يضرموا نار الاحتجاج العمالي والشعبي في كل مكان، بتنظيم لجان النضال ضد الغلاء، وتنسيق عمل كل منظمات النضال، عمالية كانت او شعبية على قاعدة مطالب واضحة.إن للنضال ضد الغلاء قدرة هائلة على توحيد ضحايا السياسات البرجوازية من عمال، وعاطلين، وكادحي القرى، وحرفيين، ومزارعين صغار، وربات البيوت. فليكن نقطة بداية بناء الجبهة الجماهيرية ضد سياسة الإفقار والإقصاء والقمع.فلنعمل من اجل توسيع دائرة الاحتجاج وتنظيم الحركة وتسليحها بأهداف واضحةعاش كفاح جماهير طاطا الصامدةعاشت الجمعية المغربية لحقوق الإنسانعاشت تنسيقيات النضال ضد الغلاءالخزي لكل من يعاكس تطلعات الشعب إلى حياة لائقة
جريدة المناضلة-
السبت 7 أكتوبر 2006
افتتاحية العدد 13 من جريدة المناضل-ة